احتجّت الخارجيّة المصريّة على التدخّلات الأجنبيّة الإيرانيّة في شؤون مصر الداخليّة مرّتين خلال أسبوعين متتاليين، وتضاربت تصريحات قادة إيران حيال الأحداث المصريّة الأخيرة، إذ يقول أحدهم: كان على الرئيس السابق د.مرسي تشكيل حرس ثوريّ إلى جانب الجيش المصري مثلما فعل النظام الحاكم في إيران! متجاهلاً أن المؤسّسة العسكريّة المصريّة لها تقاليدها وتاريخها الذي يتجاوز خمسة آلاف سنة. ويرى آخر أن سبب ما يحدث في مصر هو غياب ما يسمّى بالولي الفقيه، أي نسخة من خامنئي! ولعل تصريحات علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، تؤكد مدى التدخل الإيراني السافر في الشأن الداخلي المصري، خاصة وأنها تحرّض على الفتنة والقتل وإراقة الدماء على غرار ما فعله نظامه بعد الاستيلاء على ثورة الشعوب ضمن جغرافية ما تسمى بإيران عام 1979. ويرى بروجردي أن أبرز أخطاء مرسي تكمن في عدم نسخه لتجربة النظام الإيراني وعدم قيامه بتصفية وقتل كافة العناصر التابعة للنظام السابق! وإذا كانت المجازر البشعة المرتكبة إيرانياً في صفوف المعارضة والمقاومة من الشعوب غير الفارسيّة ضمن ما تسمى بجغرافية إيران، تفوق المجازر المرتكبة ضد أتباع الحكم الملكي السابق في إيران، فهذا يؤكد مساعي طهران لنشر سلوكها الذي يغلب عليه سفك الدماء مثلما نشاهده في سوريا والعراق والأحواز، وكأن بلداننا أصبحت مجرّد مخابر لأبشع التجارب الإيرانيّة وأسوأها على الإطلاق!