من مفارقات العصر أن يوجِّه 17 باحثاً وأكاديمياً إيرانياً رسالة إلى الرئيس المصري «د.مرسي» ينصحونه فيها «الاقتداء بالدولة الإيرانية وتبنِّي الإسلام على طريقتها»! ولا تخلو الرسالة الإيرانية من أن «يحكم مصر ولي الفقيه على غرار خامنئي»، رغم أن الأخير وعدداً من رجال الدين الإيرانيين قد تأثروا من قبل إلى أبعد الحدود بالمنهج الفكري للإخوان المسلمين، فقاموا بترجمة كتبهم وأفكارهم من العربية إلى الفارسية. وجاءت أسماء كل من «ولايتي» و«حداد عادل» المقرَّبين من «خامنئ» والمرشَّحين لرئاسة الجمهورية الإيرانية القادمة في مقدِّمة الرسالة، التي لا تخرج عن كونها تدخلاً واضحاً وصريحاً في الشأن الداخلي المصري. وتجربة 34 عاماً من حكم ما يسمَّى ب «ولي الفقيه» في إيران، رافقتها الحروب الدامية وارتكاب المجازر والإعدامات الجماعية وهجرة الملايين خارج الوطن بسبب شدة القمع على يد «الخميني» ومن ثم «خامنئي»، فترى أي تجربة تريد إيران نقلها لمصر؟! تجربة احتلال الأراضي العربيَّة والانقلاب على ثورة الشعوب الإيرانيَّة، أم وأد الحريَّات والديمقراطيَّة لتحل محلَّها الشموليَّة القائمة على مبدأ الرعب؟ وعلى إيران أن تتذكر أن التصويت بنعم على دستورها قبل 33 سنة قد تراجع بنسبة خمسة ملايين صوت خلال تسعة أشهر فقط؛ بسبب الحكم المطلق لما يسمَّى ب «ولي الفقيه»، ولو عرض الدستور اليوم على الاستفتاء لكانت الفضيحة أكبر بكثير. فأين محل الإسلام من سلوكيَّات الدولة الإيرانيَّة القائمة على القمع والوحشيَّة لتعرضه على مصر؟