قال الرئيس المصري محمد مرسي إن وجود علاقة مع إيران مهم لمصر في هذا التوقيت لتستطيع إيجاد وسيلة لإنهاء سفك الدماء في سورية. ووصف مرسي في مقابلة تلفزيونية هي الأولى للتلفزيون الحكومي منذ انتخابه في حزيران (يونيو) الماضي إيران بأنها «طرف رئيسي» في المنطقة يمكن أن يكون لها دور نشط وداعم في حل المشكلة السورية. وطالب مرسي في خطوة لإحياء دور مصر في المنطقة الشهر الماضي إيران بالانضمام إلى اللجنة الرباعية التي طالب بها والتي تضم السعودية وإيران وتركيا ومصر لإيحاد حل للعنف في سورية. وقال مرسي شارحاً إن قرب إيران الوثيق من سورية وعلاقتها القوية معها تجعلها «جزءاً فاعلاً» في حل الأزمة السورية «وأنا لا أرى على الإطلاق أن وجود إيران في هذه الرباعية مشكلة وإنما هو جزء من حل المشكلة (السورية)». وتأتي تعليقات مرسي بعد تغيب السعودية عن اجتماع المجموعة الرباعية الأخير الذي استضافته القاهرة في 17 أيلول (سبتمبر). ولم تعلق السعودية رسمياً عن سبب عدم حضورها الاجتماع. وقال مرسي إنه قد يجتمع مع مسؤولين كبار من الدول الثلاث المشاركة في المجموعة الرباعية خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي سيحضره في نيويورك الأسبوع الجاري. وقال مرسي الذي أصبح الشهر الماضي أول رئيس مصري يزور إيران منذ عقود «لسنا بعيدين من إيران في هذا الجانب وليست لنا مشكلة جوهرية مع إيران (العلاقات بين مصر وإيران) الأمر طبيعي كباقي دول العالم». وتوترت العلاقات بين القاهرةوطهران بشدة في أعقاب الثورة الإسلامية في إيران في 1979. ووقعت مصر اتفاقية سلام مع إسرائيل وأصبحت حليفاً قوياً لأميركا وأوروبا. ولكنها الآن تتخذ موقفاً على خلاف مع إسرائيل وحلفائها الغربيين وأميركا. ولم يزر الرئيس السابق حسني مبارك، الذي حل مرسي محله بعد إطاحته في انتفاضة شعبية العام الماضي، إيران خلال سنوات حكمه التي امتدت إلى 30 عاماً. وكان مرسي صريحاً في شأن سورية منذ توليه السلطة في 30 حزيران. ووصف الحكومة السورية بأنها «قمعية» وقال إن دعم الشعب السوري «واجب أخلاقي» في كلمة ألقاها في طهران الشهر الماضي في قمة حركة عدم الانحياز التي كانت السبب وراء الزيارة التاريخية للدولة الإسلامية. وقال مرسي خلال مقابلته ليل أول من أمس مردداً تعليقات مماثلة أدلى بها خلال اجتماع جامعة الدول العربية الذي حضره الشهر الجاري وفي مقابلة حصرية في وقت سابق مع رويترز «لا بد أن يدرك النظام السوري أن استمرار إراقة الدماء هو بذلك يخالف كل القوانين والأعراف». وتقول الأممالمتحدة إن حوالى 20 ألف شخص قتلوا في الصراع وإن أكثر من 235 ألف لاجئ سوري سجلوا في العراق والأردن ولبنان وتركيا في حين شرد قرابة 1.2 مليون شخص داخل سورية. وإيران هي الدولة الوحيدة في المجموعة الرباعية الحليف للرئيس السوري بشار الأسد. وطالبت تركيا والسعودية ومصر الأسد بالتنحي. وهوجمت إيران في مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي لدعمها المستمر للنظام السوري.