شاركت العشرات من البيئيات من داخل وخارج المملكة إضافة إلى عدد كبير من الأهالي من مختلف الفئات العمرية عصر أمس، في الحملة البيئية الثالثة التي تقام خلال أقل من شهرين لتنظيف غابة أشجار المانجروف في خليج جزيرة تاروت، وذلك استجابة لدعوة وجَّهها مؤيدون للبيئة بالتعاون مع جمعية العطاء النسائية ومشاركة أصدقاء العمل التطوعي، بهدف التأكيد على أهمية الحفاظ على ما تبقى من الغابة وحمايتها من خطر التجريف والردم الجائر بسبب التمدد العمراني في المنطقة.وشهدت الحملة رغم ارتفاع حرارة الجو حضوراً لافتاً من الأهالي بمختلف أعمارهم، وانتظموا مع كوادر اللجان المنظمة بشكل عفوي للتأكيد على رغبتهم في الحفاظ على البيئة البحرية والتذكير بأهمية أشجار المانجروف التي تم تجريف غالبيتها. وشاركت بلدية محافظة القطيف في الحملة بتوفير أكثر من 22 عاملاً ومراقباً، بالإضافة إلى توفير حاويتين لجمع النفايات وأكياس بلاستيكية وقفَّازات وبعض الأدوات الصحية التي تسهِّل على المتطوعين العمل في المنطقة التي تمتد على طول الشريط الساحلي شمال جزيرة تاروت. وجدد ناشطون بيئيون خلال الحملة مطالبهم بالحفاظ على ما تبقى من الغابة من العبث والتجريف والردم الجائر، ووقف ردم السواحل البحرية في المنطقة. واتهم نائب رئيس جمعية الصيادين في المنطقة الشرقية جعفر الصفواني، جهات (لم يسمها) بمحاولة الالتفاف على الدراسة البيئية الحديثة التي أجراها مكتب استشاري متخصص لصالح بلدية محافظة القطيف، والتي أوصت بشكل صريح بالمحافظة على البيئة البحرية وعلى أشجار المانجروف الواقعة في جزيرة تاروت وسيهات. وأكد ل «الشرق» أن مخرجات الدراسة تتماشى مع القرارات السامية والوزارية والهيئات الحكومية التي تأمر بشدة بالحفاظ على البيئة المتمثلة في آخر ما تبقى من غابة أشجار المانجروف في خليج تاروت، مبيناً أن أعمال التجريف والردم الجائر للبحر قضت على كثير من المناطق الطينية الضحلة القريبة من السواحل التي تُعد مأوى للطيور المهاجرة والأسماك والروبيان والأحياء البحرية الدقيقة، وهي المنطقة التي تمثل أحد أماكن دورة الحياة لتلك الكائنات إلى جانب غابة المانجروف. واستغرب خلال أعمال تنظيف الغابة أمس، استمرار النقاش في المجلس البلدي بالقطيف، حول مصير غابة المانجروف، خاصة بعد صدور نتائج الدراسة البيئية التي أوصت بالحفاظ على أشجار المانجروف خاصة الواقعة في تاروت وسيهات. أما الناشط البيئي داوود اسعيد، فطالب الجميع بالحفاظ على البيئة البحرية واحترام نتائج الدراسة البيئية، وعدم تضييع الوقت في نقاشات لا طائل منها، والتفرغ للعمل الجاد للحفاظ على الغابة التي تمثل ثروة وطنية واقتصادية، وتعويض أي شخص متضرر من نتائج الدراسة بشكل عادل كما نص عليه القرار الصادر عام 1403ه والقاضي بأن تبقى تاروت جزيرةً ويعوض المتضررون. حرارة الجو لم تمنع الأطفال من المشاركة