أبقت بلدية محافظة القطيف مصير ما تبقى من غابة أشجار القرم بجزيرة تاروت غامضاً، وسط مخاوف مجموعة من النشطاء البيئيين والصيادين الذين يطالبون بحماية وإبقاء ما تبقى من هذه الغابة نتيجة لفوائدها على دورة الحياة لكثير من الكائنات البحرية وعلاقتها بتوافر كميات كبيرة من الأسماك في مياه الخليج العربي. ونقلت “الشرق” تساؤلات أثارتها جمعية الصيادين في المنطقة الشرقية ونشطاء بيئيون عما إذا كانت أعمال الردم الحالية بجزيرة تاروت ستطال غابة أشجار القرم بالجزيرة أم لا، إلى رئيس بلدية القطيف المهندس خالد الدوسري، ورد على التساؤل ب”إن الردم لا يكون إلا بعد أخذ الموافقة من الجهات المختصة بالردم”، من دون أن يعطي تفاصيل أكثر.
مصير مجهول وكانت جمعية الصيادين في المنطقة الشرقية قد طالبت في وقت سابق وعلى لسان نائب رئيسها جعفر الصفواني بضرورة الكشف عن الخارطة النهائية لأعمال الردم الجارية حالياً على سواحل جزيرة تاروت، وذلك لمعرفة ما إذا كانت الأعمال التي ستقوم بها بلدية محافظة القطيف ستطال ما تبقى من غابة أشجار القرم بشمال الجزيرة أم لا؟، وهو الأمر الذي لم تكشف عنه البلدية حتى الآن. وقال الصفواني ل”الشرق” إن هناك خشية حقيقية من أن تقدم بلدية محافظة القطيف على جرف تلك الغابة تحت جنح الظلام ، مشيراً إلى أن جمعية الصيادين رصدت وعلى فترات متباعدة أعمال ردم خفيفة بمحاذاة الغابة، تم خلالها القضاء على عشرات الأشجار وسد بعض قنوات المياه البحرية التي تلتف على الغابة لتغذيها بالمياه. وطالب الصفواني أعضاء المجلس البلدي بمحافظة القطيف بضرورة التحرك لكشف الغموض عن مصير غابة أشجار القرم في المنطقة، مذكراً إياهم بالوعود التي قطعوها على أنفسهم خلال حملتهم الانتخابية والتي أكدوا فيها بأنهم سيسعون للحفاظ على البيئة البحرية، داعياً للتنسيق المشترك بين أعضاء المجلس وصيادي المنطقة الشرقية لوقف ما أسماه بأعمال الردم الجائرة على سواحل خليج تاروت وبقية سواحل المنطقة.
مجلس بلدي وأكد رئيس المجلس البلدي في محافظة القطيف المهندس عباس الشماسي ل “الشرق” بأن المجلس سيبذل قصارى جهده للحفاظ على البيئة في المنطقة، لافتاً إلى أن المجلس سيسعى لزيادة تنمية الوعي بأهمية البيئة لدى الجهات المعنية والمجتمع وخصوصاً موضوع غابة أشجار القرم والردم الغير مشروع على بعض سواحل المنطقة،الذي تسبب في بعض الكوارث البيئية.