قد لا تسفر انتخابات الرئاسة الإيرانية المقررة اليوم الجمعة عن تغيير كبير في الجمهورية التي أكد زعيمها الأعلى علي خامنئي هيمنة المرشحين المحافظين على الساحة فيها، إلا أن المرشح الإصلاحي حسن روحاني لا يزال بوسعه تغيير حسابات السباق. وتتطلع القوى العالمية التي تجري محادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي إلى أي إشارات تنم عن تغيير في موقف طهران التفاوضي بعد ثمانية أعوام من عدم المرونة في ظل حكم الرئيس محمود أحمدي نجاد. ويبرز المفاوض النووي سعيد جليلي من بين أربعة مرشحين محافظين يخوضون سباق الرئاسة، كما أن حسن روحاني، أحد من شغلوا هذا المنصب من قبل وهو أكثر ميلا إلى المصالحة، نال تأييد الإصلاحيين بعد منع مرشحهم الرئيس الأسبق المعتدل أكبر هاشمي رفسنجاني من الترشح. وكان تشديد العقوبات على إيران بسبب ملفها النووي من القضايا الساخنة خلال الحملة الانتخابية، إلا أن أيا من المرشحين الستة لم يثر قضية رئيسية أخرى وهي دعم إيران للرئيس السوري بشار الأسد وجماعة حزب الله اللبنانية في الحرب الأهلية السورية. وفي سياقٍ متصل، قال دبلوماسي غربي «من الجيد ألا يكون هناك شخص مثل أحمدي نجاد لكن هذا لن يحدث اختلافا كبيرا، لا ننتظر الرئيس الجديد على أحر من الجمر لأن الزعيم الأعلى يدير السياسة.» غير أن افتقار الرئيس للسلطة نسبيا داخل النظام الإيراني لا يفقد الانتخابات أهميتها. وبعد تأييد خامنئي العلني لأحمدي نجاد عندما شكك محتجون في فوزه في الانتخابات عام 2009، نشب خلافٌ بينهما بعد أن سعى أحمدي نجاد لاستغلال تجمعات شعبية لتحدي سلطة الزعيم الأعلى، ويقول محللون إن خامنئي يريد رئيسا لا يختلف معه لكن وقبل كل شيء دون تكرار لاضطرابات عام 2009. واستبعدت السلطات الإيرانية اثنين من المعارضين البارزين من الترشح لتبقى الساحة لأربعة مرشحين محافظين موالين لخامنئي في مواجهة وزير نفط سابق يقول إنه ليس إصلاحيا ولا محافظا وفي مواجهة روحاني رجل الدين المعتدل. وجاهر روحاني بانتقاد الانتشار الأمني وتعهد بتحسين علاقات إيران مع العالم الخارجي. ومن المرجح أن يساعد الإقبال الكبير على التصويت روحاني وقضية الإصلاحيين لكنه سيعزز أيضا شرعية حكم رجال الدين المدعوم بسيادة شعبية. أما في حالة فوز روحاني، إن سمحت به سلطات الانتخابات، فسيزيد التوتر بين الرئيس والزعيم الأعلى على غرار ما حدث خلال سنوات حكم خاتمي وخلال الفترة الثانية لرئاسة أحمدي نجاد، انعكاساً للتأزم المتأصل بين الشقين الإسلامي والجمهوري في النظام الإيراني. مرشحو الانتخابات الإيرانية (جرافيك)