عمدت الدولة الإيرانية منذ احتلالها للأحواز عام 1925 إلى تهجير المواطنين الأحوازيين قسراً لمختلف المناطق الفارسية داخل إيران بغية تفريسهم، وبالمقابل جلب أكبر عدد ممكن من الفرس المهاجرين وتوطينهم في الأحواز لتفريس ما تبقى من الأحوازيين. وعززت سياستها هذه بتحريم استخدام اللغة العربية في المدارس وفي المؤسسات العامة والدوائر الحكومية. وتعقيد الحياة على المواطنين فيما يتعلق بمختلف القضايا كملكية السكن والأرض والعقار وغيرها، حيث يفرض على الأحوازيين كثرة مراجعة المحاكم والدوائر الحكومية ذات الصلة، ما يعني ضرورة إتقان اللغة الفارسية للحفاظ على الممتلكات، وإلا فإن الاحتلال الإيراني على أهبة الاستعداد لمصادرتها. إضافة إلى ذلك فإن الدراسة تتطلب الإتقان الجيد للغة الفارسية هي الأخرى، الشيء الذي يجبر المواطنين الأحوازيين على تعلمها وإتقانها. ومثلما ينعت الفارسي، العربي بصفات كالهمجية والتخلف والغزو واللاعقلانية، فإن العربي في الأحواز ينظر إلى الفارسي على أنه ماكر ومحتال وطماع وبخيل وجبان وفاقد للكرامة. ورغم سعي بعض المستوطنين للتنكر بالثوب العربي حيث اللغة والعادات والتقاليد، إلا أن ذلك غير كافٍ لكشف هويته الفارسية التي تظهر بقوة من خلال طباعه وتصرفاته التي يغلب عليها الطابع الفارسي. ويؤكد ذلك المثل الأحوازي القائل: “احذر النذل إذا تمرد، واحذر الفارسي إذا استعرب”. وأمام نبذ الأحوازيين للعادات والطباع الدخيلة، وتمسكهم بهويتهم وعاداتهم وتقاليدهم العربية، باءت جميع السياسات الإيرانية بالفشل الذريع لتفريس الأحواز.