المطاردات والملاحقات الأمنية والمعاناة والمأساة الحقيقية والحرمان وهول الصدمات هي السمات البارزة لحياة المواطن الأحوازي. وخلافا للقاعدة القانونية التي تقول: “المتهم بريء حتى تثبت إدانته”، ومجرد أن تكون مواطنا أحوازياً، “فأنت متهم حتى تثبت إدانتك”. هذه هي القاعدة التي تطبقها سلطات الاحتلال الأجنبي الفارسي الإيراني على جميع المواطنين الأحوازيين منذ الولادة ومروراً بالنشأة والدراسة والحياة اليومية والعمل، وبعد تلفيق التهم الجاهزة، وبعد أن تثبت الإدانة الوهمية، ينتهي أمر المواطن بالمصير المحتوم وهو السجن والتعذيب والشنق على الملأ العام أو الإعدام بعيدا عن الأنظار في غياهب الزنزانات الإيرانية. والسبب في ذلك يعود بالأساس إلى بداية نشأة القضية العربية الأحوازية العادلة والمشروعة منذ أن وضعت الدولة الفارسية يدها على الأحواز بالقوة بتاريخ 20/04/1925 فألغت المركز القانوني للدولة العربية الأحوازية وأطبقت حصارا شديدا على الإقليم فعزلته من الوطن العربي خصوصا والعالم أجمع بشكل عام، لتصب جام غضبها على شعب الأحواز، وأكدت ذلك من خلال ممارساتها وتصرفاتها كدولة محتلة وليس كدولة راعية لمصالح مواطنيها وفقا لما تدعيه إيران. ولأن الدولة الإيرانيةالمحتلة ألغت المدارس العربية وحرمت على شعب الأحواز الدراسة باللغة العربية والتكلم بها في المدارس والدوائر الرسمية، وقع الاختيار على ان تبدأ يوميات المواطن الأحوازي منذ اليوم الأول لدراسة الابتدائية، وكيف أن هذا المواطن يشعر بالصدمة وخيبة الأمل والإحساس بالغربة والدخول في عالم يختلف تماما عن عالمه الذي عاشه ويعيشه في وسط الأسرة والأقارب ومجتمعه العربي.