عبدالله علي المسيّان لكل كاتب من الكتاب طقوس معينة قبل بدء وأثناء عملية الكتابة.. وهذه الطقوس التي يمارسها الكتاب عند الرغبة في كتابة أي موضوع أو مقال جديد هي السبب في إبداعهم في مجال الكتابة.. ولو توقفوا أو امتنعوا عن هذه الطقوس التي اعتادوا عليها لربما نقصت كمية الإبداع في كتاباتهم! والطقوس تختلف من كاتب لآخر.. فالطقوس قد تكون أوقاتا كالكتابة في الليل أو النهار أو تكون الطقوس مشروبات معينة كالشاي والقهوة أو تكون سلوكيات معينة كالكتابة بلباس معين أو الكتابة جلوساً أو وقوفاً.. وقد تكون الطقوس أمكنة معينة يفضل الكاتب الكتابة فيها، كتفضيل الكتابة في مقهى أو غرفة معينة. فالكاتب السياسي محمد حسنين هيكل لا يكتب مقاله الأسبوعي إلا بعد العاشرة مساءً والأديب مصطفى صادق الرافعي لا يكتب إلا في الليل.. أما الصحفي مصطفى أمين والأديب العظيم نجيب محفوظ وأيضاً الروائي الكبير أسامة أنور عكاشة فلا يكتبون إلا في النهار.. أما أنيس منصور فلا يكتب إلا في الساعة الرابعة صباحاً! بينما نجد في الجانب الآخر الروائي الفرنسي (بلزاك) لا يبدأ في الكتابة إلا عندما يضع بجواره سطلاً كبيراً من القهوة وكان يشرب من عشرين إلى ثلاثين فنجاناً من القهوة.. والرافعي ونجيب محفوظ أيضاً كانا يشربان القهوة عند الكتابة وأسامة أنور عكاشة لا يبدأ في الكتابة إلا عندما يشرب كأس شاي وبعد الشاي كأس نسكافيه وبعد ذلك كأسا من العصير وبعد العصير قهوة تركية وحوالي تسعين سيجارة! والشاعر العظيم نزار قباني كان ينام على بطنه أثناء الكتابة.. أما الروائي والكاتب الفرنسي (ألبير كامو) فلا يكتب إلا عندما يكون واقفاً أمام البلكونة! وهناك طقوس في اللباس.. فالعقاد وأنيس منصور لا يكتبان إلا عندما يرتديان البيجامة.. ونزار قباني لا يكتب إلا عندما يكون في منتهى الشياكة والأناقة كأنه مستعد للقاء حبيبته.. أما الأديب الروسي (تولوستوي) كان يرتدي لباس الفلاحين قبل الكتابة أما الروائي الكولومبي الشهير (جابريال جارسيا ماركيز) فكان لا يبدأ الكتابة إلا عندما يرتدي لباس الميكانيكي! أما كاتب هذه السطور فلا يكتب إلا عندما يشرب كأسين أو ثلاث كؤوس من الشاي الساخن (الثقيل)!!