ان لكل كاتب لحظة تدفق ينهمر فيها ابداعه لتجتمع لنا كلمات تؤثر في خلجات النفس وتجعلها تحلق في سماء صافية تجول بالذات الانسانية في هيام للعشق والاسى من واقع مرير وتعلو به في فكر لترى البشرية فلسفة تخرجها من نطاق يكاد يمزقها الجهل ,نقرأ النص الابداعي ولم نسأل كيف كانت حالة الكاتب ؟ومتى كتبه في أي وقت ؟نقرأ ولم نهتم به هوامش الكتاب أو نعرف كيف طقوسهم في الكتابة .. أن موضوع طقوس الكتابه منذ زمن ابن قتيبه حيث يعتبر أول من النقاد العرب القدامى الذي كتب في طقوس الكتابة في كتابة (الشعر والشعراء) وتحدث عن شعراء ذلك الوقت وطقوسهم وذكر أن (جرير) كان يشعل سراجه ويعتزل , فحالة الاعتزال من ابرز طقوس الكتاب التي عرف بها ابراهيم اصلان وخيري شلبي والاديب الفرنسي (فكتور هيجو )حيث كان يعتزل ويطلب من خادمه أن يأخذ كل ملابسه التي يحتاجها ولايعود إلا ليلاً . فإن لكل كاتب طقوسا لاينفصل عنها عندما يريد أن يخرج طاقته الابداعيه فمن هذه الطقوس سماع الموسيقى الهادئه وارتشاف القهوة والتدخين بشراهة نجد أن هذه الطقوس مشتركة بين أغلب الكتاب , وأيضاً الليل الوقت المفضل لديهم ومنهم الشاعر عبدالرحمن الابنودي لايستطيع الكتابة في النهار ابدا ,ومصطفى صادق الرافعي. وللنهار اقلام لاتعرف الا أن تكتب فيه ومن امثال ذلك (نجيب محفوظ) لايكتب الا ثلاث ساعات في اليوم و(فلوبير)يكتب من بعد منتصف النهار حتى الرابعة عصرا وإن كان الوقت من طقوسهم المعروفة فهناك طقوس غريبة عرف بها معظمهم ومن ذلك (اوسكار وايلد)لايكتب حتى يُزين غرفته بالزنابق وريش الطواويس ,و(غوته )شاعر المانيا يضع امامه طبقا من التفاح المعفن ,و(اجاثا كريستي )تأتيها الافكار في الحمام كما قالت فقد كانت تجلس ساعات طويلة حتى تجد قصة ملائمة ..و(نزار قباني )كان يلبس ويتأنق ويستخدم العطر وكأنه في لقاء مع عشيقته فالكتابة وطقوسها كالعشيقه عندما ذكر ذلك الروائي (حسن حميد) "الكتابة عندي عشيقة تأتي ولاتأتي ,تواعد وتخلف ,كائن مشتق من القلق ,ومشتق من الفوضى ,لا مواعيد ولا نظام"