صرح أستاذ طب الأسرة والمجتمع في كلية الطب بجامعة الدمام ورئيس المنظمة العالمية لأطباء الأسرة في الشرق الأوسط الدكتور نبيل القرشي بأن سبب تراجع مستوى الرعاية الصحية في المملكة يعود إلى تهميش دور طبيب الأسرة، مبيناً أنه أول من يجب أن يتجه له أي فرد، بغض النظر عن جنسه أو عمره، وذلك عند إحساسه بأي عارض صحي، وبعد أن يخضع للفحص من قبله يتوجه إلى الطبيب المختص، فليس من شأن المريض حين يشعر بألم في ساقه مثلاً، أن يقرر أي طبيب مناسب لحالته، وفي حال كان المريض يعاني من العقم أو السرطان مثلاً فطبيب الأسرة يساعده في البحث عن أفضل طبيب عقم، وأفضل طبيب سرطان داخل أو خارج المملكة. وأوضح القرشي أن طبيب الأسرة يعتمد في علاجه للمريض على الجوانب الأربعة المكونة لشخصية الإنسان، منها الجانب العضوي والنفسي والروحي والاجتماعي. دور وزارة الصحة ويؤكد القرشي على أهمية دور وزارة الصحة في تطوير الرعاية الصحية الأولية، عن طريق تفعيل دور طبيب الأسرة، وإعادة توزيع القوى العاملة، موضحاً أن الكوادر الطبية العاملة في مراكز الرعاية الصحية الأولى لا تتجاوز ال20 % من الكوادر الطبية في المملكة، وأن 95 % من مراجعي المستشفيات يزورون الأطباء في عياداتهم الخارجية، و5 % منهم فقط يحتاج للتنويم، منوهاً إلى ضرورة اهتمام الأسر السعودية بوجود طبيب أسرة لكل بيت، مشيراً إلى ما للتجربة الماليزية من إيجابية، وتقدم في تركيزها على تفعيل دور طبيب الأسرة. وضع الأسرة المعيشي وذكرت الطبيبة المقيمة في مستشفى القطيف المركزي الدكتورة آمنة الشويكي أن دور طبيب الأسرة يختلف عن دور باقي الأطباء، وتقول “من الملفت أن يهتم طبيب الأسرة بوضع الأسرة المعيشي، والبيئة التي ينتمون لها، وضغوطهم النفسية التي يتعرضون لها، إضافة إلى اهتمامه بوضعهم الصحي، والأمراض الوراثية التي قد يتعرضون لها، فحين تمر الأسرة بظروف قاسية كوفاة أحد أفرادها، فنجد الطبيب يحذر من ارتفاع ضغط الدم لدى من هم معرضون لذلك، وبالتالي فهو يختلف عن الأطباء في باقي التخصصات، مشيرة إلى أن الحالة التي يمر بها المريض ترتبط في بعض الأحيان بظروف قاسية تمر بها أسرته، ما يؤثر في تكامل العلاج المقدم للمريض. نقص الكوادر وأوضحت الشويكي أن المشكلة ليست في عدم تفعيل دور طبيب الأسرة في المملكة، بل في نقص الكوادر المؤهلة للقيام بهذا الدور، وتضيف “إن دراسة هذا التخصص غير متوفرة بكثرة في المملكة، كما أن عمل طبيب الأسرة في مراكز الرعاية الصحية الأولية يصطدم بنقص العديد من الأدوات الطبية الضرورية”، مؤكدة أهمية تطوير طبيب الأسرة بإرساله للتدريب في الخارج، بحيث تتاح الفرصة لتطور هذا النوع الطبي.