كشف استشاري في طب الأسرة، أن 10 في المئة فقط من المرضى، يسعون لمعرفة حقيقة مرضهم، من خلال القراءة أو السؤال عنه، أو الاستفسار عن إمكانية العلاج ونجاحه». وقال أستاذ طب الأسرة في جامعة الدمام رئيس المنظمة العالمية لطب الأسرة لمنطقة حوض البحر المتوسط الدكتور نبيل القرشي: «إن معظم المرضى يعتقدون أن وصف الدواء والعلاج من الطبيب يكفي، وهذا يجعلهم يشعرون بالاطمئنان، فيما أنهم لم يعرفوا كيف يتعاملون مع هذا الدواء، أو هذه الفحوصات، أو حتى طبيعة مرضهم، ليتجنبوا أعراضه». وعزا القرشي، الذي شارك أخيراً، في مؤتمر دولي عن «الرعاية الصحية المعتمدة على المريض»، عقد في سويسرا، سبب عزوف المرضى عن معرفة حقيقة مرضهم، إلى «عدم وجود آلية واضحة، تبين دورهم في رعاية أنفسهم». وأضاف أن «المصابين بالأمراض المزمنة، مثل السكري والضغط، يستعملون أنواعاً من الأدوية لسنين طويلة، من دون أن يعرفوا حتى أسمائها، ويكررون استخدامها بالوصفة الطبية فقط». وأكد على أهمية «الرعاية الصحية المبنية على المريض»، مبيناً أنها «تعني أن يتعامل الطبيب والفريق الصحي المعالج، مع المريض كشريك في رعاية مشكلة مرضه، أو مجموعة أمراضه، وتكون المشاركة من خلال إخبار المريض عن هذا المرض، وما طبيعته، وكيف يحدث، ولماذا يتم التشخيص، وما الفحوصات التي تُجرى لهذا المرض، وكلفة العلاج. ومن ثم إعطائه الحافز والنظام، من خلال سجل طبي، يتابع به حاله الصحية». وقدم القرشي، في مؤتمر سويسرا، أوراق ودراسات، حول علاقة المريض في الطبيب المعالج، التي دار حولها الكثير من الآراء والمقترحات والمستجدات. منها ورقةً عن «طبيعة الرعاية الصحية ما قبل مفهوم الرعاية الصحية المبنية على المريض». وأشار إلى دورها «التقليدي العميق، الذي كان ينحصر في أوامر الطبيب، أو الفريق المعالج، التي ينفذها المريض من دون إبداء أي رأي أو مشاركة». وأوضح ان البحوث والدراسات الحديثة «أكدت أن فشل العلاج في معظم الأحيان ليس بالضرورة سببه مهارة الطبيب، بل أن السبب المهم هو مهارة المريض نفسه في التعامل مع مرضه». وشارك القرشي، في المؤتمر، لتقديم ورقة عمل عن مدى إمكانية تطبيق هذا النظام الصحي في المملكة، دعماً للتوجه العالمي في مجال الرعاية الصحية المعتمدة على المريض. وقال: «لصعوبة توفر دراسات وبحوث في هذا المجال في المملكة، أجريت بحثاً سريعاً على مستوى المنطقة الشرقية، للتعرف على مدى إمكانية ممارسة الأطباء لهذا المفهوم الصحي الحديث، وتقديم هذا البحث، ورأى المرضى في مدى مشاركتهم في علاج أنفسهم، ومعرفة مرضهم، للمؤتمر كخطة يمكن أن تنفذها المملكة في تطبيق هذا المفهوم الصحي المهم». كما شارك القرشي، في دورة تدريبية، تم تنفيذها على مستوى دول حوض شرق البحر المتوسط والدول العربية، عن الأمراض النفسية في الرعاية الصحية الأولية، عقدت في مدينة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقال: «إن هذه الدورة تم تنظيمها بواسطة المنظمة العالمية لأطباء الأسرة، بالتعاون مع المؤسسة العالمية للاتصالات والتدريب في دبي، وهي تستهدف أطباء الرعاية الصحية الأولية». وركزت الدورة على تدريب الأطباء وعلى تشخيص وعلاج الأمراض النفسية في المجتمع، مثل القلق، والاكتئاب، والرهاب، والأمراض العصبية، وفرط الحركة، وضعف الانتباه لدى الكبار والصغار»، بمشاركة أساتذة جامعات وأطباء استشاريين في مجال الطب النفسي، من الولاياتالمتحدة الأميركية، والمملكة ، ودول أخرى.