بُص يا ابني «التفاحة الفاسدة تُفسد بقيّة التُّفّاح في الصُّندوق»، هذا ما كان يقوله لنا الأستاذ: مرعي في «المَرْحِلَة» الابتدائيّة كْنّا صغاراً حينها،، كبرنا وتجاوزنا تلك المرحلة إلى مرحلةٍ تَغيّر فيها التُّفاح والصُّندوق والكائنات من حولنا،، حين استيقظنا على من يريد إقناعنا وتقنيعنا بأنَّ تحريك تلك التفاحة من نصف الصندوق إلى إحدى زواياه كفيل بإصلاح بقية التفاح! هذا ليس خيالاً يا جماعة ولا لوحةٌ «فنتازيّة» بل واقعاً يعرفه ويتذوّق مرارة طَعْمِه و طُعْمِه سُكّان الأطراف،تبدأ الحكاية من هُنَا: تكتشف الجِهَات المسؤولة مسؤولاً فاسداً في إحدى المؤسسات في المدن الكبرى، فَيُعاقب ذلك العنصر الفاسد بنقله نقلاً «تأديبيّاً» إلى إحدى مدن الأطراف، لاحظوا أنّه يُؤدَّب ولا أدري حقيقةً هل هو المُؤدَّب أم نحنُ المؤدَّبون والمعاقبون به ؟! تخيّلوا أنّ العقوبة والتأديب أصبحت تغيير الملعب ليس إلاّ !! وكأنّ قدر تلك المناطق النائية – وبدون مبالغة – أن تتحوّل إلى «سرنديب» جديدة؛ في الأفلام غير الواقعية لا أذكر أن مؤلفاً أو منتجاً بلغ من الخيال هذا الحدّ: أن يعزل المريض مع السليم لكي يُعدي الثاني الأوّل ب صَحّتِه! خاتمة القول وزبدته: رحمك الله يا أستاذ «مرعي» -إن كنت حيّاً أو ميّتاً- ليتك تعود فقط لترى بعينك كيف أضحى قانون التُّفّاح: بطيخاً!