لوحظ في الآونة الأخيرة كثرة استخدام شراب «الهستوب» من قبل الأمهات حيث يعطين جرعات بسيطة منه لأطفالهن دون استشارة طبيب، وهو دواء خاص بالزكام ويؤدي إلى استرخاء في الأعصاب وشعور بالنعاس، والتقت «الشرق» بعضهن، وصرحت المعلمة سلمى السليمان» لا أؤمن بوجود أطفالي مع الخادمة فأعطيهم جرعة هستوب قبل خروجي للدوام خوفا عليهم من الخادمة»، وذكرت المعلمة منى الحربي أنها تعطي أطفالها من هذا الدواء، خاصة بعد أن تم تعيينها في منطقة حائل، مشيرة إلى أن صديقاتها قمن بنصحها باستخدام هذا الدواء لطفلها، خاصة وأن أهلها يعيشون بعيدا عنها، ولا خادمة لديها في المنزل. وبينت أم عمر أنها لا تستخدمه إلا وقت حفلات الزفاف، وتقول» استخدم الدواء في الصيف لكثرة الأعراس ولمنع الصالات اصطحاب الأطفال» وتذكر أم روان أنها تعطي أبناءها هذا الدواء لأنها تكره حركة الأطفال الزائدة في المنزل وسهرهم أمام التلفاز، وتقول» لجأت لهذا الدواء كي أمنعهم من السهر وأريح نفسي من إزعاجهم المتواصل». دون وصفة طبية ويبيّن استشاري الأطفال الدكتورمنصور النعمان أن عقار»الهستوب» يتبع الجيل الأول من مضادات الهستامين، ومسؤول عن أمراض الحساسية ونزلات البرد من عطاس وسيلان بالأنف والحكة العينية والأنفية والجلدية، إضافة إلى بعض الأعراض التنفسية، مشيرا إلى أن هذا العقار له آثار جانبية، وعن خطورة إعطائه الطفل دون وصفة طبية، قال» ليس عقارا للتداول العام، بل عقارا محظورا ولا يجوز إعطاؤه الطفل إلا بوجود مبررات طبية محددة، والجرعات العلاجية تختلف من مريض لآخر وحسب الحالة المرضية، حيث إنه يخفف أعراض الزكام لكنه لا يعالج أسبابه»، مبينا أهمية استخدامه بطريقة سليمة تفاديا لكثير من المضاعفات الخطيرة، منها الدوخة والاهتزاز والقلق، وجفاف الفم والأنف والحنجرة، وفقدان الشهية وبالتالي ضعف النمو، الإمساك الحاد، والصداع والاضطرابات النفسية والمعوية، واختلالات النوم الليلي والنعاس النهاري، وأكثرها خطورة صعوبة التبول والانحباس البولي، واضطرابات النظر، وهبوط السكر، ومضاعفات أمراض القلب والدورة الدموية كتذبذب ضغط الدم واضطرابات عضلة القلب وسهولة النزف و رد فعلي لتحسس مفاجئ يؤدي إلى الاختناق والازرقاق وعسرة تنفسية حادة. خطورته على المرضعة وأوضح النعمان أن أخذ الدواء دون التركيز في السيرة المرضية للإنسان خاصة لدى الأطفال، يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها، حيث يمنع تناول الدواء لمصابي الربو والحساسية الشعبية المزمنة، وارتفاع ضغط العين، واضطرابات التبول والسكري، وارتفاع ضغط الدم، والتشنجات العصبية وإفراط إفراز الغدة الدرقية، والقرحة المعوية، مبينا مدى خطورة انتقال هذا الدواء للرضع من خلال حليب الأم، حيث تؤدي في كثير من الأحيان إلى مضاعفات يصعب علاجها، لذا نصح بعدم إعطائه للأم المرضعة. الغذاء والنوم وأشار النعمان إلى أن ما يحتاجه الطفل للنمو السليم يكون عبر وجهتين، أولهما الغذاء وثانيهما النوم المنتظم، حيث إن نشاط الطفل يحدث تلقائيا بإرشادات عصبية دماغية، ويضيف» يُقصد بالغذاء الصحي الطعام المتوازن والنوم في أوقات متناسبة، تحت سيطرة الدفاع السليم المسؤول عن النوم»، مشيرا أن النوم الطبيعي يشمل مراحل متعددة، منها النعاس والنوم السطحي والنوم العميق. وبين النعمان أن هرمونات النمو والتحكم في التبول، تفرز دماغيا أثناء النوم السليم بطريقة ثابتة في مراحل النوم، وأن أي اختلال في مراحل النوم الطبيعية كإعطاء الطفل بعض العقاقير مثل «هستوب» يؤدي إلى انخفاض معدل إفراز الهرمون، ما يؤدي إلى تأخر في النمو الجسدي والذهني والنفسي، مشيرا أن اختلال هرمون التحكم بالبول يؤدي إلى الانحباس البولي، والتبول اللاإرادي النهاري، إضافة إلى مشاكل أخرى كثيرة.