إن تزايد وسرعة وتيرة التطور التكنولوجي جعل عملية الاتصال هي الوسيلة الأساسية للسلام والتواصل بين أفراد المجتمع وتبدو باعتقادي وسيلة صامتة خالية من مشاعر الحب والتصافح والابتسامة والحوار، وخالية من الحميمية ومن خلالها أعدمت مشاعر التواصل الحقيقي بين الأفراد، حيث إن تلك الرسائل أسهمت في التقليل من التواصل الاجتماعي المباشر بين أفراد الأسرة الواحدة، وأضعفت العلاقات الجميلة الدافئة التي تفتقدها قلوبنا، ولا تحقق مفهوم صلة الرحم الحقيقية، وليس فيها استفسارعن مشاعر الآخر وأوضاعه؛ ويعد ذلك سبباً من أسباب انطوائية لدى عديد من الأفراد، وقلة العلاقات والزيارات العائلية وأتوقع له نصيباً ضخماً من نسبة الاكتئاب الذي لحق بمجتمعنا في الآونة الأخيرة، بعض ما ذكرت يحقق نتائج غير مباشرة أسوأها تخفيف تماسك المجتمعِ، وتهميش معاني الأعياد والمناسبات، بل وحتى العزاء وزيارة المريض استبدلت بالتواصل عبر هذه الوسائل، والتي لا يحتاجها المريض أو المبتلى، بل يحتاج أخاً أو صديقاً يقف معه. وأن صلة الرحم شأنها ليس بالشأن البسيط. من الواضح والمؤكد أن الألفية الثالثة تشهد تطوراً هائلاً لوسائل الإعلام الجديد، مما جعل العالم كالقرية الصغيرة فكل مجالات التواصل الاجتماعي ممكنة، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مما سهل التشارك بملفات وطرح الآراء والتعليقات والحوارات، وجعله أمراً ممكناً وسهلاً وميسراً وغير مكلف من خلال الشبكة العنكبوتية التي تتميّز بالسرعة والجذب والتشويق، لكن المصيبة التي تحاصر مجتمعنا في التواصل الاجتماعي غير المخطط له آثار سلبية كبيرة، فعلى مستوى الأسرة قلّ التواصل والترابط الأسري بين أفرادها في المنزل، إذ الكل مشغول بجهازه وموقعه فلا يكاد أن تجتمع الأسرة على مائدة واحدة في ظل هذه المواقع!! أما على مستوى المدرسة فقد أصبح عاملاً مسبباً في عملية التأخر الدراسي، حيث يعتبره الطلاب وسيلة ترفيهية، فالبلاك بيري والآي فون فعلا فعلتهما السلبية لأبنائنا الطلاب لقضاء وقت أطول معهما على حساب الالتزامات والواجبات الدراسية. أما على المستوى الاجتماعي فقد ضاعت العلاقات العامة في زحمة هذه المواقع وأجهزة النقال بين الأقرباء والزملاء والأصدقاء، وقلّ العطاء المهني والوظيفي واندثرت القيم والعادات، مما قد يتسبب في نكسة اجتماعية واقتصادية. ومن خلالها وبها ألقاكم في مقال جديد وطرح جديد أيضاً.