هل يمكن لنا فعلاً أن نضع ميثاق شرف للإعلاميين للحد من التعصب ؟ أم أن هذا مجرد طرح لدغدغة مشاعر المسؤولين والجماهير ! من وجهة نظري أن مواثيق الشرف التي سبق وأن طرحت في إعلامنا فشلت جميعها لأسباب ليس لها علاقة بالقائمين عليها وإنما لأنها فقدت الأسس العلمية في طرحها !! التعصب الرياضي للأسف هو من أعمق هذه الأمور ومن أكثرها تعقيداً والسبب بسيط هو أن التعصب جزء أساسي من لعبة كرة القدم تحديداً والقضاء عليه يعني القضاء على اللعبة مهما اختلفنا أو اتفقنا !! ومن يقل عكس ذلك فهو يغالط نفسه والواقع ولكن أجمل ما في التعصب الحميد أنه لا يعيق من التطور بل ربما يساهم في النهوض بمستوى اللعبة متى ماتم استثماره بشكل يتواءم مع ثقافة المجتمع .. مشكلتنا هنا أننا دائماً نتحدث ونناقش موضوع تعصب الأفراد ونهمل المشكلة الأكبر وهي تعصب المؤسسات !! وهناك فرق كبير بين الأمرين وتأثيرهما فالثانية ، تعصب «متعدٍّ» يقود ويمهد للأولى بينما الأولى « تعصب لازم» لا يتجاوز الشخص ومحيطه الذي أيضا قد ينحصر بالقضاء على الثانية !! في رياضتنا التعصب هو فعل وردة فعل، بمعنى أن هناك اختلالاً في توازن القوى. فالمتعصبون القدماء الذين أسسوا لنظرية النادي الواحد هم من سيطروا على الإعلام بشتى وسائله، لذلك كانوا هم عاصمة التعصب وحاضنته لأنهم اختصروا الوطن في ناديهم وظل الأمر عقود اً من الزمن، لم يتحرك أحد، ولكن حينما بدأت ردات الفعل والانتفاضة على هذا الطغيان الإعلامي التي كشفت المستور ! ظهرت الآن الرغبة بالمواثيق والصلح ونبذ التعصب !! وفي الأخير لن ينجح أحد لأننا قبل المواثيق يجب أن نعترف بالأخطاء ونحدد المسؤول بالضبط ! أما مسألة التعتيم والتعميم والشر يعم ! فلن تزيدنا إلا احتقاناً !! فحتى نخطط للمستقبل يجب أولاً أن نناقش الماضي !! ونعترف أن جزءاً كبيراً منه كتب بحبر أزرق !!