تجدد العنف في مصر بين أنصار التيارين الإسلامي والمدني، وأفاد شهود عيان بأن اشتباكات عنيفة، كانت الحجارة أهم أدواتها، وقعت أمس الجمعة بين محتجين وأشخاص يُعتقَد أنهم أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين بالقرب من المقر الرئيس للجماعة في هضبة المقطم في القاهرة، وأكدوا أن مصابين سقطوا، بينما قدرت وزارة الصحة عدد المصابين ب 28 شخصاً على الأقل. وقال شاهد عيان إنه رأى ستة محتجين يسيل الدم من رؤوسهم لإصابتهم بالحجارة، وإنه سمع دوي أصوات طلقات نارية لا يعرف مصدرها ولا يعرف إن كانت ذخيرة حية أم طلقات صوت. وأوضح أن الاشتباكات وقعت في ميدان يبعد مئات الأمتار عن مقر الجماعة التي تحكم مصر، وتابع أن سيارات إسعاف نقلت مصابين من المكان. وفي وقتٍ سابق، وقع تراشق بالحجارة بين مئات المحتجين ومئات من أعضاء جماعة الإخوان قرب المقر. وقال شاهد إن التراشق وقع حين قذف المحتجون بالحجارة مجموعات من أعضاء الجماعة جاءوا إلى المكان في حافلات ليشاركوا في حماية المقر، وأضاف، إن أعضاء الجماعة ردوا بالمثل قبل أن يهرولوا في شارع يؤدي إلى المقر. وكان مئات الناشطين تجمعوا أمس أمام مقر جماعة الإخوان للاحتجاج على ضرب وسب زملاء لهم تظاهروا قبل أيام أمام المقر الذي يتكون من عدة طوابق. واصطف مئات من أعضاء الجماعة أمام المقر لتوفير الحماية له قبل وقوع الاشتباكات، وفصلت بين الواقفين أمام المقر ومئات المحتجين صفوف من رجال الشرطة ومدرعات، وأعلنت الجماعة إنها ستدافع عن مقراتها إذا تعرضت للهجوم. في سياقٍ متصل، أكد شهود عيان أن متظاهرين رشقوا مقر حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في حي المنيل بالعاصمة بالحجارة وحطموا بابه، وقال شاهد إن الشرطة منعت متظاهرين من اقتحام المقر. كما قال شاهد عيان إن متظاهرين رشقوا مقر حزب الحرية والعدالة بمدينة المحلة الكبرى التي تشتهر بصناعة الغزل والنسيج شمالي القاهرة بالزجاجات الحارقة والحجارة. وبيَّن أن مجهولاً أطلق أعيرة نارية في الهواء محاولاً فيما يبدو إبعاد المتظاهرين الذين رددوا هتافات مناوئة للرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان عن المقر. وفي محافظة الاسكندرية أحرق محتجون مقراً لحزب الحرية والعدالة، كما حطم متظاهرون في محافظة الشرقية واجهة أحد مقرات الحزب. بدوره، قال المستشار القانوني لحزب الحرية والعدالة، أحمد أبو بركة، ل «الشرق» إن الإخوان «لن يقفوا عاجزين إمام إحراق مقراتهم»، وتابع «تقدمنا ببلاغ للنائب العام ووزير الداخلية ضد كل من يحرض على الاعتداء علينا وحرق مقراتنا، ونحن نتهم القوى السياسية بإعطاء غطاء سياسي للمندسين وسط الثوار للقيام بالهجوم على مقرات الجماعة والحزب». ومن المعارضة، اعتبر الناشط البارز جورج إسحق أن الإخوان فقدوا شرعيتهم ودعا إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، لكنه شدد في الوقت ذاته على رفض التيار المدني اقتحام مقرات الإخوان وحزب الحرية والعدالة. في سياقٍ متصل، قال عضو جبهة الإنقاذ، محمود العلايلي، ل «الشرق» إن «المتظاهرين لن يتركوا أماكنهم حتى سقوط النظام»، متهما «ميليشيات الإخوان»، حسب وصفه، بالتعرض للثوار بجميع أساليب القمع، وتساءل «هل الشرطة تحمي الشعب أم مقرات الإخوان؟». متظاهر يلوح بعلامة النصر بعد حرق حافلة تابعة لأنصار الإخوان المسلمين (رويترز) مصاب خلال اشتباكات الأمس بين الإخوان والمدنيين (أ ف ب)