تكرس حكومتنا الرشيدة جهودها الكبيرة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز عندما أولت أهمية خاصة للسياحة الوطنية منذ ولادتها بكل الدعم والمؤازرة وفتحت أمامها الطريق لمواكبة التطلعات والطموحات المتوخاة من هذا القطاع الاقتصادي المهم، وسمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان لا يألو جهداً ولا يدخر وسعاً في إعطائها من وقته الثمين في ظل التوجيهات الحكيمة من أجل تطوير وتنويع مصادر الدخل والمضي قدماً نحو آفاق أرحب وبما يتوافق مع المبادئ الأساسية التي تقوم عليها الدولة والمجتمع بما يحقق الفائدة والأهداف المرجوة والتعريف بحضارة وثقافة هذا البلد المعطاء، على اعتبار أننا على أعتاب مرحلة جديدة ونقطة تحول في مسيرة هذا القطاع حيث بدأت الخطوة الأولى والحمد لله تتبعها خطوات أخرى وثّابة. ويجدر بنا أن نشير لما تمثله السياحة من أهمية اجتماعية واقتصادية وثقافية وما لها من مردود تنموي متزايد، حيث أصبحت دافعاً ومحفزاً للإنسان على البحث والعمل والتفكير بجدية في الاستثمار بل إنها تعدّت ذلك لتشكّل مصدراً من مصادر الدخل القومي لكثير من دول العالم. ويأتي دور الإعلام بما له من تأثير بالغ يرمي في إبراز الهوية الحقيقية للسياحة في بلادنا ولإعطائها زخماً إعلامياً موضوعياً متزناً وأن يسلط الضوء على التميز السياحي ودوره في المجتمع، ويعتبر المواطن حجر الزاوية الذي تنطلق منه خطط البناء والتشييد وهو اللبنة الأساسية لأي نهضة تنموية، ويتطلّع المواطن إلى رقيّ السياحة في بلاده ووصولها إلى مصاف الدول الأخرى لنصل إن شاء الله إلى ما نصبو إليه. فالسياحة صناعة كبرى على المستوى العالمي إذا ما توافرت لها الظروف وهيئت لها السبل وارتكزت على قاعدة صلبة فهي صناعة تستقطب توظيف الكوادر البشرية المؤهلة والطموحة وتسهم في خلق وظائف كثيرة للشباب وأرض خصبة ذات أعلى ناتج اقتصادي وتتداخل مع صناعات أخرى، ويسعى سمو رئيس الهيئة حثيثاً لتحقيق تطلعات وطموحات القيادة الرشيدة وأبناء الوطن سعياً لسياحة متوازنة ومتوافقة مع عقيدتنا الإسلامية وفي إطار ما تربينا عليه وما يصحب ذلك من خصوصيات مجتمعنا السعودي وإلى تطوير الأدوات الفاعلة لجعل هذه الصناعة تركض إلى ما يتطلع إليه المسؤولون، ورجال الأعمال وأبناء هذا الوطن في وجود المؤهلين إدارياً وقبل هذا فكرياً وثقافياً لتنهض سياحتنا لتضاهي مثيلاتها ولإعطاء صورة مشرفة عن بلاد الحرمين، وإننا قادرون بإذن الله على مُقارعة الآخرين وتقديم النوعية الممتازة للسكن بدرجات متفاوتة في الأسعار حسب الدرجة ومقدرة كل شخص وأفضل الخدمات، وأن نُصحّح المفاهيم عند البعض من رجال الأعمال في المحافظة على أبناء الوطن وحتى المقيمين ومن الدول المجاورة في قضاء إجازاتهم وعطلهم في ربوع هذا الوطن بعد عمل دراسة مستفيضة عن الأسعار من قبل المختصين لتكون معقولة وأكثر مُلائمة وبذلك نمنع الكثير من قضاء إجازاتهم خارج الوطن لأننا نملك المنتجعات الساحلية وكذلك الصيفية التي يندر وجودها في بعض الدول. وقد كشف سمو رئيس الهيئة النقاب أثناء زياراته التنفيذية وفي عدة لقاءات مع وسائل الإعلام وفي محاضراته وأثناء المنتديات الاقتصادية المتعددة عن الخطط الإستراتيجية والطموحة للهيئة وما تلقّاه من دعم منقطع النظير من ولاة الأمر وبتوجيه سديد من سمو رئيس الهيئة العليا للسياحة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز للنهوض بهذا القطاع، وإنها صناعة كبرى ومُثمرة وما تم مؤخراً بشأن دمج نشاط الآثار والمتاحف إلى هيئة السياحة لإعطائها زخماً وشموليّة أكثر، دليل لكي تظهر بالمظهر الذي نتطلع إليه جميعا.