حقيقة لا أعرف بالتحديد ما إذا كان المسئولون بالهيئة العامة للسياحة والآثار قد طالعوا نتيجة الاستفتاء الذي قاموا هم بأنفسهم بطرحه على موقع الهيئة، والذي يهدف لاستطلاع آراء المواطنين عما يريدونه من (السياحة والآثار) خلال الإجازة الصيفية؟، وحتى وقت كتابة هذا المقال كانت نسبة 74% ممن شاركوا في التصويت وعددهم 343 قد أجابوا عن السؤال بأن طلبهم الأول هو “مراقبة أسعار الفنادق والوحدات السكنية”، وإن كنت أحيي الهيئة على اهتمامها باستقاء آراء الجماهير لتعزيز نجاحها في الترويج للسياحة الداخلية، ولكن كنت آمل أن يتم هذا الاستفتاء في وقت مبكر، حتى تبدأ الإجازة الصيفية ولدينا رؤية وتصوّر حول كيفية حل هذه الإشكالية. النجاح الذي حققته الهيئة العامة للسياحة على مدار الفترة الماضية بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة، يجعل طموحاتنا وآمالنا كبيرة في أن تتحوّل المملكة وجهة أولى للسائح المحلي والخليجي والعربي، لا سيما في ظل حالة عدم الاستقرار التي يشهدها عدد من دول المنطقة والتي جعلت الكثيرين يؤثرون البقاء في المملكة أو يغيّرون وجهاتهم إلى دول جديدة، ولكن للأسف حتى الآن لا أرى تحرّكات ذات أصداء واسعة للترويج للسياحة الداخلية، النجاح الذي حققته الهيئة العامة للسياحة على مدار الفترة الماضية بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة، يجعل طموحاتنا وآمالنا كبيرة في أن تتحوّل المملكة وجهة أولى للسائح المحلي والخليجي والعربي، لا سيما في ظل حالة عدم الاستقرار التي يشهدها عدد من دول المنطقة ورغم أن الهيئة أعلنت قبل أسبوعين عن إطلاق فعاليات صيف المملكة 32، والذي ينتظر أن يشهد أكثر من 26 مهرجاناً سياحياً تتضمن مئات الفعاليات الترفيهية والثقافية والاجتماعية والرياضية والفنية والتراثية، ولكن لا توجد في الأفق تحرّكات لحل مشكلة ارتفاع أسعار الخدمات السياحية التي يعاني منها المواطنون، كذلك لا يوجد عنوان واضح يجمعها إلى الآن، على غرار حملة العام الماضي التي كانت تحت عنوان “الصيفية.. فكّر في السعودية”، كنت أتوقع أن تتحدى الهيئة نجاحاتها السابقة وتخرج علينا بحملة ترويجية أكثر إبداعا وابتكاراً، تبدأ منذ وقت مبكر وتستمر خلال فعاليات الصيف، وتستند على مفاهيم الأمن والأمان التي تتمتع بها المملكة ليتكامل مع شعارها الذي يعبّر عن هويتها «السياحة السعودية غنية بتنوّعها»، مع خطة للنهوض بالخدمات السياحية في مختلف مناطق المملكة. ولعل هذا الأمر لم يغب عن الأمير سلطان بن سلمان، الذي أكد خلال مؤتمر إطلاق مهرجانات صيف السعودية 1432ه أن الخدمات السياحية لا تزال أقل من طموحات ومتطلبات المواطن، وأن المواطن السعودي يستحق أن تقدّم له الخدمات السياحية المتطوّرة التي تليق به وبمكانة المملكة، لذا كان توجيه مجلس الوزراء خلال جلسته التي عقدها الإثنين الماضي، لهيئة السياحة والجهات الحكومية والقطاع الخاص على بذل مزيد من الجهود لتهيئة المواقع والخدمات السياحية في مناطق المملكة لخدمة المواطنين الذين يتزايد إقبالهم على قضاء إجازاتهم داخل بلادهم، لما ينتج عن ذلك من تعريف للمواطنين بما تزخر به المملكة من مقوّمات سياحية، وما تنعم به من أمان ونهضة. وختاماً.. الأمير سلطان بن سلمان أعلن أن هذا العام سيكون انطلاقة لعدد من المسارات التطويرية في السياحة لاستكمال بناء سياحتنا بالشكل الذي يليق بحجم المملكة، وتطلعات وحاجات المواطن الذي يخرج من بلاده للبحث عن الأسعار المناسبة، والمواقع الجميلة، ولكن يبقى أن يستشعر المواطن بأثر هذا سريعاً، وأن يتم الترويج لهذه الجهود كما ينبغي، فلا أحد يُنكر الإنجازات الكبيرة لهيئة السياحة والآثار على مدار الفترة الماضية للنهوض بالسياحة الداخلية، ولعل استطلاع آراء الجمهور ووضع اليد على مكامن الضعف خطوات هامة على طريق مواصلة النجاح. [email protected]