اليوم هو يومٌ تاريخي للعالم كله، فلأول مرّة يتم الاحتفال بيومٍ عالمي للسعادة بعد أن أقرّته الأممالمتحدة، وجاء هذا الإقرار بعد مطالبات ناشطين ومبادرة دولة بوتان في تقديم طلبٍ للمجلس لاعتماد هذا اليوم بشكل رسمي. وسيقام هذا الاحتفال سنويا في العشرين من مارس. ودولة بوتان، التي بادرت بالفكرة، هي التي خطّت منهجاً تنموياً غير مسبوق، ربما كان وقته أقرب للحلم منه للمنطق، وللفلسفة منه للاقتصاد، لكنّ الأيام أثبتت وجاهته. ابتكرت هذه الدولة الصغيرة مصطلح «إجمالي السعادة القومية»، وكان ذلك في عام 1971 في عهد جيجمي وانجتشوك، الملك الرابع لمملكة بوتان، الذي قال: «إن إجمالي السعادة القومية أهم من إجمالي الدخل القومي»، هذا التوجه تبلور في خططٍ خمسية لتوفير كل ما يجعل المواطن سعيداً، ولضمان تطبيق هذه الفلسفة التنموية اعتمدت مؤشرات سبعة لقياس تحقيق الأهداف؛ وهي الرفاه الاقتصادي والبيئي والصحي والنفسي والاجتماعي والسياسي وبيئة العمل. نالت هذه الفلسفة الإعجاب، وأثبتت بوتان أن هذا التوجه أدى بدوره إلى ارتفاع مستوى الدخل القومي. ما أحوجنا في هذا اليوم – حكومةً وشعباً – إلى الاحتفال بالسعادة، أمّا الحكومة فتحتفل مؤسساتها بتقييم ما أنجزته خلال السنة من وسائل لإسعاد المواطن، كالتعليم المطوّر، والطرقات الخالية من الازدحام، والسكن الميسّر، والمعيشة غير المكلفة، والعمل المتوفّر. وأمّا الشعب فاحتفاله يكون بالاستمتاع بالحياة ومباهجها وتجاهل أعداء السعادة.