انتشرت هذه الأيام رسائل مجهولة المصدر تحذر من وجود العصابات الإفريقية وخصوصاً من الجنسية (الإثيوبية) في عدة أماكن من المنطقة الجنوبية للمملكة، وساعدت برامج ومواقع التواصل الاجتماعي في انتشار هذه الرسائل بشكلٍ واسع وسريع؛ مما زاد من حالة الرعب والهلع بين الناس، وخاصةً أنها تزخر بالأكاذيب والإشاعات، حتى وصل الأمر بمروجيها إلى ادعاء اقتحام منازل بعض المواطنين وتحديد أسمائهم، ونشر تصريحاتٍ مكذوبة باسم بعض المسؤولين والجهات الرسمية، والتمادي في الإرجاف وبث الخوف والقلق بين أفراد المجتمع؛ باختلاق القصص المزعومة لما يقوم به أولئك المخالفون من جرائم في الشوارع والمنازل والأماكن العامة؛ حتى أصبحت تلك الحكايات (المشبوهة) حديث الناس في كل مكان، ووصل الهلع إلى النساء والأطفال في داخل البيوت الآمنة..! في المقابل لم تتعامل الجهات المعنية مع هذه القضية كما يجب على الصعيدين الأمني الإجرائي، والإعلامي التوعوي، ومع أنّ مشكلة (عصابات الأفارقة) قد نُوقشت منذ حوالى (ثلاثة شهورٍ) عن طريق تقارير ميدانية من الواقع في حلقةٍ (ساخنة) من حلقات برنامج (الرئيس) على قناة (لاين سبورت)، بالإضافة إلى بعض المقالات الصحفية التي حذرت من خطر أولئك المجرمين، وطالبت الجهات المختصة بالتعامل الحاسم والعاجل مع تلك الظاهرة الخطيرة قبل أن تتفاقم وتتطور إلى مراحل أشد خطورة، إلا أنّ الجهات المختصة تعاملت مع هذا الملف الشائك بشيء من الفتور و(التهوين)؛ فعلى الجانب الأمني لم تكن ردة الفعل -فيما يظهر للمتابعين على الأقل- بحجم الخطر الذي كشفت عنه التقارير الميدانية، وعلى الجانب الإعلامي الرسمي لم تحظ القضية بتعليقاتٍ (آنية) تتسم بالوضوح والشفافية؛ تصف واقعها الحقيقي، وتكشف عن الإجراءات التي تم اتخاذها لمعالجتها، بل راوحت تصريحات تلك الجهات بين الصمت المطبق، أو النفي المطلق، أو الردود الضبابية في أحسن الأحوال..! وكما هو معلوم؛ فإنّه في غياب المعلومات الحقيقية والموثوقة؛ تنتشر الإشاعات والأكاذيب، ولذلك فالواجب أن يتم التعامل مع هذه القضية بكل شفافيةٍ وموضوعية، وعلى الجهات المسؤولة أن تبادر بمعالجتها إعلامياً وأمنياً، بشكلٍ حاسمٍ وعاجل؛ يحفظ الأمن والأمان للوطن والمواطنين، ويقطع الطريق على الأعداء والمرجفين.