قرر حزب «نداء تونس» العلماني المعارض الذي يرأسه رئيس الوزراء السابق الباجي قايد السبسي، رفع شكوى إلى محكمة الجنايات الدولية ضد مسؤولين حكوميين وسياسيين تونسيين بينهم راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية الحاكمة، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. ويأتي ذلك على خلفية تكرر الاعتداءات من قبل المحسوبين على حركة النهضة على مقرات واجتماعات الحزب وقتلهم أحد قيادييه، وقال عبدالستار المسعودي محامي الحزب «انتهينا من إعداد ملف الشكوى الذي سنرفعه في الأيام القليلة المقبلة إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي بهولندا «لافتا إلى أن الملف يتضمن «إثباتات وقرائن مكتوبة ومصورة وأشرطة فيديو على ارتكاب جريمة ضد الإنسانية». وانضمت تونس رسميا في 14 مايو 2011 إلى هذه المحكمة التي تعتبر الذراع القضائي الأساسي للأمم المتحدة. وأوضح المحامي أن الشكوى ستكون بالخصوص ضد وزير الداخلية والقيادي في حركة النهضة علي العريض، رئيس الحركة وراشد الغنوشي، وضد أمين عام حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» محمد عبو وهو شريك النهضة في الائتلاف الحاكم، ومحمد معالج رئيس «الرابطة الوطنية لحماية الثورة» المحسوبة على حركة النهضة. وتكررت في الأشهر الأخيرة من عام 2012 هجمات من قبل محسوبين على رابطة حماية الثورة على مقرات واجتماعات عدة لحزب «نداء تونس» في عدة مناطق في البلاد. وفي 18 أكتوبر 2012 قتل إسلاميون لطفي نقض منسق حزب نداء تونس خلال تظاهرة نظمتها رابطة حماية الثورة في تطاوين. واتهم حزب نداء تونس مؤخرا وزارة الداخلية ب «التواطؤ» مع مئات من المحسوبين على هذه الرابطة هاجموا في 23 ديسمبر 2012 اجتماعا نظمه الحزب في جزيرة جربة. وتقول أحزاب المعارضة إن الرابطة «ميليشيات إجرامية» تستعملها حركة النهضة لضرب خصومها السياسيين فيما تنفي الحركة هذه الاتهامات. ورفض راشد الغنوشي ومحمد عبو نهاية العام المنقضي مطالب المعارضة بحل رابطة حماية الثورة رغم تورطها في أعمال عنف. وقال الغنوشي إن الرابطة «ضمير الثورة» التونسية التي أطاحت بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وفي يونيو 2012 حصلت الرابطة على تأشيرة (ترخيص) قانونية من الحكومة التي يرأسها حمادي الجبالي أمين عام حركة النهضة. ويعتبر راشد الغنوشي أن حزب نداء تونس الذي أظهرت استطلاعات رأي حديثة أنه أول منافس سياسي في تونس لحركة النهضة أخطر على الثورة من السلفيين. ويرى الغنوشي أن هذا الحزب الذي أسسه الباجي قايد السبسي في يونيو 2012 يمثل امتدادا لحزب «التجمع» الحاكم في عهد بن علي. وأظهرت استطلاعات رأي حديثة أن السبسي (86 عاما) هو أول شخصية سياسية تحظى بثقة التونسيين. وقايد السبسي هو ثاني رئيس وزراء في تونس بعد «الثورة» وقادت حكومته المرحلة الانتقالية الأولى التي انتهت بتنظيم انتخابات فازت بها حركة النهضة 2011.