عيّنت الحكومة التونسية التي تقودها حركة النهضة الإسلامية، الجمعة، مديراً عاماً جديداً لجهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية، غداة مقتل قيادي محلي في حزب «حركة نداء تونس» المعارض في أعمال عنف بولاية تطاوين (600 كلم جنوب العاصمة). وقالت وزارة الداخلية التونسية، في بيان، إن حمادي الجبالي رئيس الحكومة والأمين العام لحركة النهضة «قرر تعيين عبدالحميد البوزيدي مديراً عاماً للأمن الوطني خلفاً لمحمد نبيل عبيد الذي سيدعى للقيام بمهمات أخرى». والخميس قُتل لطفي نقض منسق حركة «نداء تونس» في ولاية تطاوين خلال مواجهات بين محسوبين على حركة النهضة وآخرين منتمين إلى حركة «نداء تونس» التي يرأسها رئيس الوزراء السابق الباجي قايد السبسي. واتهم السبسي في مؤتمر صحافي الجمعة أحزاب الائتلاف الثلاثي الحاكم (النهضة والمؤتمر والتكتل) ب «تدبير» عملية «اغتيال» لطفي نقض وحذّر من خطورة انزلاق البلاد نحو مستنقع «الاغتيالات السياسية». وقال: «ما حصل هو أول عملية اغتيال سياسي في البلاد بعد الثورة. ما حصل منعرج خطير وقد يدفع البلاد لدوامة من العنف والفوضى والاقتتال بين التونسيين. إنه أمر خطير قد لا نخرج منه بسهولة». واتهم السبسي حركة النهضة بدعم عملية الاغتيال. وقال: «سقط القناع. ما جرى يأتي ضمن حملة ممنهجة للنهضة التي تحض أنصارها على إقصائنا من الحياة السياسية والاجتماعية بحجة أننا نتبع النظام السابق». وتواجه حركة «نداء تونس» انتقادات بأنها تضم مسؤولين في حزب التجمع الدستوري السابق الذي تم حله العام الماضي بعد إطاحة الرئيس زين العابدين بن علي. وقال السبسي إن اغتيال نقض جاء في سياق حملة عنف ضد كل من يخالف حركة النهضة في الرأي. وقال إن أعضاء من حزبه تعرضوا للضرب في قليبية وتستور، كما تعرض مقر الحزب في قصر هلال للحرق. وشدد على أن السبيل الوحيد للخروج من عنق الزجاجة هو الحوار بين كل أطياف المجتمع التونسي، مضيفاً: «على رغم ما حصل لا سبيل للخروج من المأزق إلا الحوار بين الجميع دون استثناء حتى تعبر البلاد بسلام هذه المرحلة الحرجة». ويقول محللون إن حزب حركة «نداء تونس» الذي تعتبره حركة النهضة امتداداً لحزب «التجمع» الحاكم في عهد زين العابدين بن علي، أصبح أهم منافس سياسي للنهضة في البلاد. وقال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة في تصريحات صحافية أخيراً إن حركة «نداء تونس» هي «أخطر» على تونس من السلفيين المتشددين الذين قادوا أعمال عنف عدة في البلاد. على صعيد آخر، استدعت وزارة الخارجية التونسية الخميس السفير الفرنسي في تونس فرانسوا غويات وأبلغته أن «التدخل» في شؤون البلاد «خط أحمر»، وذلك بعد نشر وسائل إعلام تونسية أنباء أشارت إلى دعم السفير لإضراب الصحافيين التونسيين الأربعاء. الى ذلك، نعت حركة النهضة في بيان مساء الخميس صالح كركر أحد أبرز مؤسسيها. وقالت الحركة إن صالح كركر توفي مساء الخميس «بأحد مستشفيات باريس بعد مرض عضال لازمه لسنوات». وذكرت بأن «الفقيد من مواليد 22-10-1948 بمدينة بوذر من ولاية المنستير» (وسط شرقي تونس) وأنه «حاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد بالمعهد العالي للتصرف بتونس». وأضافت أنه سُجن في الفترة ما بين 1981 و1984 «بتهمة الانتماء إلى حركة الاتجاه الاسلامي» (حركة النهضة لاحقاً). وفي 1987 أصدرت محكمة تونسية حكماً غيابياً بالإعدام شنقاً بحق صالح كركر الذي قضى 24 سنة لاجئاً سياسياً في فرنسا. وكركر عضو في مجلس شورى النهضة بعد مؤتمرها الأخير في تونس.