أكد الباحث والأكاديمي في العلوم الصحية، د.محمد الخازم، أن الدولة هي المسؤولة عن التأمين للمواطن، ونحن نرحب بالتأمين على الطريقة الكندية والبريطانية، لكننا لا نريد التأمين التجاري كالأمريكي، فهذا النوع من التأمين يعاني من عيوب متعددة أبرزها أنه لا يغطي جميع الخدمات. ولفت الخازم إلى أن غياب المساواة في توزيع الخدمات الطبية وعدم وجود استراتيجية واضحة لذلك يعيق تطورها. ونوه بأن غياب العدالة في توزيع الخدمات جغرافياً، يؤدي إلى تفاوت واضح في معدلات الخدمة والمستوى الصحي بين المناطق. جاء ذلك في محاضرة ألقاها الخازم في خميسية حمد الجاسر بالرياض، أمس، تحت عنوان «الرعاية الصحية في المملكة: الواقع والتحديات». وقال: إن جازان تعاني من نقص واضح في معدل الأسرَّة بالنسبة للسكان، حيث لا يزيد المعدل عن أربعة عشر سريراً لكل عشرة آلاف نسمة. وتساءل الخازم عن توجه وزارة الدفاع نحو بناء مدينة بسعة 3 آلاف سرير في الرياض، ووزاة الداخلية أيضاً لبناء مدينة مماثلة، بينما لا يرتفع عدد الأسرَّة في مستشفيات العالم عن 500 سرير، مؤكداً أن هذه المشروع يعكس حالة عدم التنسيق والترابط بين وزارة الصحة وبقية القطاعات الحكومية، مضيفاً: لماذا يتم التسابق على بناء مستشفيات القطاعات الحكومية في الرياض بينما يأتي مراجعوها من بقيه المناطق؟. وبين الخازم أن عدد الأطباء السعوديين في وزارة الصحة يبلغ 1100 طبيب كما يبلغ عدد الأطباء غير السعوديين أكثر من 5 آلاف طبيب، بينما يبلغ عدد السعوديين الأطباء في القطاعات الحكومية الأخرى حوالي ستة آلاف طبيب. واقترح الخازم لتحسين خدمات الرعاية الصحية تطوير القوى العاملة كمًّا وكيفاً، والحد من المركزيّة في اتخاذ القرار، وتحقيق توازن الخدمات المقدمة بين المناطق؛ وصياغة استراتيجية وطنية لتطوير نظام الرعاية الصحية؛ وتجنب تعيين قادة غير مؤهلين؛ والسماح بالاستثمار الأجنبي في الخدمات الصحية؛ وزيادة الوعي والتثقيف الصحي؛ وتفعيل الخدمات الصحية الخيرية؛ وتوسيع خدمات الطوارئ؛ وتحسين النظام المالي.