أوصى المؤتمر العالمي للفتوى، الذي اختُتم أمس في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، إلى تيسير سبل الوصول إلى المفتين، ومعرفة الفتوى، والتوسع في نشر مراكز الفتوى في المدن والمقاطعات في مختلف البلدان الإسلامية. ودعا البيان الختامي للمؤتمر، الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية في إندونيسيا من 11 إلى 13 صفر، إلى ضرورة ترجمة قرارات المجامع الفقهية ونشرها عبر وسائل الاتصال المختلفة، ومنها الموقع الإعلامي الذي تم إطلاقه في هذا المؤتمر، وتكوين فريق متخصص من الوزارة والرابطة لدراسة وضع الإفتاء في دول جنوب شرق آسيا وغيرها، والمشكلات التي تواجه المفتين والعمل على حلها، وتبني المؤتمر إقامة دورات سنوية للمفتين، ومن يرغب في التأهل للفتوى في جنوب شرق آسيا بالتعاون بين الوزارة والرابطة. وأوصى البيان بعقد هذا المؤتمر العالمي كل سنتين ليكون ملتقى يجتمع فيه العلماء والمفتون، بالتعاون والتنسيق بين وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية ورابطة العالم الإسلامي، لتناول الشأن الإسلامي وقضايا الفتوى والمستجدات. وأعلن المجتمعون عن تأسيس منتدى أو مجمع فقهي إسلامي لدول جنوب شرق آسيا يكون مقره جمهورية إندونيسيا ينظر في القضايا العامة، وما يجدّ في حياة المسلمين من نوازل، والحلول المناسبة لها، ويتعاون مع المجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي والمجامع الفقهية ومجالس الفتوى والهيئات والمؤسسات الشرعية الأخرى، لتبادل الخبرات والمناهج والقرارات الصادرة عنها. وحذّر البيان من الفتاوى الشاذة، مشيراً لضرورة العناية والاهتمام من قِبل المسلمين في مختلف أصقاع العالم على المستوى الرسمي والشعبي بالفتوى، وأن تهدف إلى بيان حكم الله من الكتاب الكريم والسنة الشريفة، وما أجمع عليه علماء الشريعة، وأن يبتعد المفتون عما يثير التنازع والفرقة في صفوف المسلمين، ويشوّه صورة الإسلام. وأكد البيان على ما جاء في ميثاق الفتوى الصادر عن المؤتمر العالمي للفتوى وضوابطها في مكةالمكرمة، المكون من ثلاثة أبواب، وترجمة هذا الميثاق إلى اللغات العالمية، ولغات الشعوب الإسلامية، وجعله ضمن ما يدرسه طلاب الشريعة في الجامعات الإسلامية. وطالب البيان بضرورة الحرص على الوحدة الإسلامية، وتعظيم الجوامع والكليات والثوابت والمصالح العليا للأمة، ونبذ الفرقة والوسائل المؤدية إليها. ودعا لتعميق الحوار البناء الهادف، واحترام العلماء والدعاة، والحذر من التكفير والتفسيق والإقصاء والعنف. وأكد المجتمعون أهمية بث الوعي لدى عامة المسلمين عبر وسائل الإعلام المختلفة بأهمية الفتوى في ضبط مسيرة الحياة، وضرورة الالتزام بآداب الفتوى والاستفتاء.