دعا المؤتمر العالمي للفتوى، الذي اختتم أمس في جاكرتا، إلى العناية والاهتمام من قبل المسلمين في مختلف أصقاع العالم على المستوى الرسمي والشعبي بالفتوى، وأن تهدف إلى بيان حكم الله من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما أجمع عليه علماء الشريعة، وأن يبتعد المفتون عما يثير التنازع والفرقة في صفوف المسلمين، ويشوه صورة الإسلام. وأكد على ما جاء في ميثاق الفتوى الذي صدر عن المؤتمر العالمي للفتوى وضوابطها في مكةالمكرمة، والمكون من ثلاثة أبواب، وترجمة هذا الميثاق إلى اللغات العالمية، ولغات الشعوب الإسلامية، وجعله ضمن ما يدرسه طلاب الشريعة في الجامعات الإسلامية. ودعا المؤتمر إلى ضرورة الحرص على الوحدة الإسلامية، وتعظيم الجوامع والكليات والثوابت والمصالح العليا للأمة، ونبذ الفرقة والوسائل المؤدية إليها، وتعميق الحوار البناء الهادف، واحترام العلماء والدعاة، والحذر من التكفير والتفسيق والإقصاء والعنف. وطالب المؤتمر ببث الوعي لدى عامة المسلمين عبر وسائل الإعلام المختلفة بأهمية الفتوى في ضبط مسيرة الحياة، وضرورة الالتزام بآداب الفتوى والاستفتاء. ورأى المؤتمر تيسير سبل الوصول إلى المفتين، ومعرفة الفتوى، والتوسع في نشر مراكز الفتوى في المدن والمقاطعات في مختلف البلدان الإسلامية، وترجمة قرارات المجامع الفقهية ونشرها عبر وسائل الاتصال المختلفة، ومنها الموقع الإعلامي الذي تم إطلاقه في المؤتمر. كما أكد المشاركون على ضرورة تكوين فريق متخصص من الوزارة والرابطة لدراسة وضع الإفتاء في دول جنوب شرق آسيا وغيرها، والمشكلات التي تواجه المفتين والعمل على حلها، وإقامة دورات سنوية للمفتين، ومن يرغب في التأهل للفتوى في جنوب شرق آسيا بالتعاون بين وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية ورابطة العالم الإسلامي. ودعوا إلى أهمية عقد هذا المؤتمر العالمي كل سنتين ليكون ملتقى يجتمع فيه العلماء والمفتون، وذلك بالتعاون والتنسيق بين وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية ورابطة العالم الإسلامي، يتناول الشأن الإسلامي وقضايا الفتوى والمستجدات، وتأسيس منتدى أو مجمع فقهي إسلامي لدول جنوب شرق آسيا يكون مقره جمهورية إندونيسيا ينظر في القضايا العامة، وما يجد في حياة المسلمين من نوازل، والحلول المناسبة لها، ويتعاون مع المجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي والمجامع الفقهية ومجالس الفتوى والهيئات والمؤسسات الشرعية الأخرى؛ لتبادل الخبرات والمناهج والقرارات الصادرة عنها. وفي ختام توصياته، شكر المؤتمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله على جهوده الإسلامية ودعمه لرابطة العالم الإسلامي، والرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج على رعايته للمؤتمر وتيسير عقده في إندونيسيا، ورابطة العالم الإسلامي والمجمع الفقهي فيها، ووزارة الشؤون الدينية في إندونيسيا على تعاونهما في مختلف المجالات، وعقد هذا المؤتمر المتصل بقضايا جوهرية في حياة المسلمين، وأكدوا على أهمية استمرار التعاون بين الرابطة ومؤسساتها، ووزارة الشؤون الدينية فيما يخدم الإسلام والمسلمين.