اكتسح حزب العدالة والتنمية الإسلامي في المغرب الانتخابات البرلمانية الجزئية في البلاد ليؤكد امتداد شعبيته التي كانت موضع تشكيك من طرف خصومه السياسيين، الذين وُجِّهَت لهم صفعة قوية من قِبَل الناخبين. وفاز الحزب الإسلامي بدائرة إقليم إنزكان (جنوب البلاد)، التي وُصِفَت بدائرة الموت، لأنها عرفت ترشيح عددٍ من الوجوه السياسية البارزة في المنطقة ممثلة للأحزاب الكبرى في البلاد. إلا أن حزب رئيس الحكومة، عبد الإله بن كيران، اكتسح منافسيه وخاصة حزبي الاستقلال والأحرار، حيث حصل مرشح «العدالة والتنمية»، أحمد أرداق، على 17 ألفاً و819 صوتاً متقدماً على منافسه أومولود عن حزب «الاستقلال» الذي حصل على 7 آلاف و356 صوتا، وجاء حزب «القوى الديمقراطية» في المرتبة الثالثة ب 2311 صوتا، متبوعا ب «الاتحاد الاشتراكي» ب 759 صوتا، ثم الحركة الشعبية ب 223 صوتا. ووصف الحزب الإسلامي فوزه ب «الاكتساح الذي يؤكد دعم المغاربة لمسار الإصلاح وللجهود التي تقوم بها الحكومة»، مشدداً على أن هذا الفوز يوجه «رسالة حقيقية على أن المغاربة اختاروا الإصلاح في إطار الاستقرار وأنه سيمضي في مساره الصحيح رغم العراقيل». وقدم «العدالة والتنمية» إشارات قوية على أنه قادر على اكتساح الانتخابات البلدية المقبلة صيف العام المقبل. في المقابل، اتهمت أحزاب المعارضة «العدالة والتنمية» بتوظيفه للمساعدات الإنسانية لاستمالة الناخبين. وانتقد حزب التجمع الوطني للأحرار ثالث الأحزاب المغربية «الاستغلال السياسي من حزب العدالة والتنمية لموضوع المساعدات المباشرة، التي وعدت بها حكومة بن كيران، لأهداف انتخابية». كما شجب المكتب السياسي لحزب الأحرار، في بيان حصلت «الشرق» على نسخة منه، التدني «في مستوى الأخلاق السياسية عبرت عنه خرجات إعلامية لمسؤولين سياسيين وجلسات برلمانية شهدت مساسا واضحا بالمعارضة، من طرف الحكومة بهدف تقزيمها سياسيا، ولجم ممارسة صلاحياتها كاملة كما منحها إياها دستور يوليو 2011». وفي سياق متصل، علمت «الشرق» أن أولى المساعدات الحكومية المباشرة للفقراء سيتم توزيعها قبل شهر يونيو المقبل بالتزامن مع تحرير قطاع السكر، حيث ستعلن الحكومة عن فتح نقاش عام يشارك فيه الجميع حول صندوق المقاصة. وتسعى الحكومة إلى إصلاح صندوق المقاصة الذي يستنزف نسبة مهمة من ميزانية الدولة وتعويضه بالدعم المباشر للفئات المعوزة. مغربيات يرفعن لافتة «المصباح« شعار «العدالة والتنمية«