أكدت المخرجة هيفاء المنصور، التي فاز فيلمها «وجدة»، بجائزة أفضل فيلم للمهر العربي الروائي في مهرجان دبي السينمائي، أن جميع ما طرحته في الفيلم لم يخرج عن إطار ما هو مسموح به لها كسيدة سعودية. وتسلمت المنصور جائزتها خلال حفل أقيم في مدينة جميرا بإمارة دبي، مساء الأحد الماضي. كما فازت السعودية وعد محمد، التي أدت دور «وجدة»، جائزة أفضل ممثلة للمهر العربي الروائي. وعن تجربة الدخول في المسكوت عنه في الأعمال الفنية مثل السينما، وقالت المنصور، في تصريح ل»الشرق»: أحاول دائما أن أتحرك ضمن ما هو مسموح لي كسعودية، سواء سياسيا أو اجتماعيا أو دينيا، ولا أحب أن أتجاوز هذا الطرح، مشيرة إلى أن كل ما قالته في الفيلم لم يخرج عن المسموح. وأوضحت أن الفيلم يحكي قصة فتاة وتريد أن تشتري دراجة بهدف توصيل فكرة أنه حلم بسيط من أحلام بسيطة تحلم بها المرأة، وترغب بتحقيقها، مشددة على أنه ليس في الفيلم ما تجاوز ذلك. وأشارت المنصور إلى أن سقف الحرية في المملكة العربية السعودية «عال جدا»، مشيرة إلى أن هناك كثيراً من المسلسلات، مثل «طاش ما طاش»، تناولت موضوعات أكثر جرأة مما تناولته، «أما أنا خوافة، وما أزال في سنة أولى». وتابعت حديثها عن من يعتقد أنها تسيء للمجتمع السعودي وللمرأة في طرحها لأفكار تساهم في منح المرأة حريتها، «أكيد أية امرأة آتية من السعودية تحاول أن تضع بصمتها الفنية، سواء كانت كاتبة مقالة أو روائية أو صحفية أو مقدمة برامج، دائما ما يحيط بها الانتقادات، لكن المهم أن لا نأخذ هذه الانتقادات بشكل شخصي، ونتجاوزه، ونحاول أن نقدم فنا يحترم المحافظين، ونسعى لإقناعهم، ونبني جسورا من التواصل والحوار بيننا وبينهم، لأننا في الأخير نحن مجتمع واحد، ونصب في بوتقة واحدة». وفي ردها على سؤال عن أن هناك من النساء من يخالفن رؤيتها من خلال الفيلم بأنهن مظلومات كما تطرح، ولديهن قناعة بأنهن مدللات وواقعهن جيد، قالت المنصور: المجتمع السعودي ليس واحد، فهناك المرفهون الذين يعيشون حياة مدللة، أما الأكثرية منهم يعيش في مجتمع محافظ لديه كثير من المشكلات في حده لطموحات المرأة وأحلامها. من جانب آخر، أبدى الناقد السينمائي بشار إبراهيم إعجابه بالفيلم، موضحا أن الفيلم من الأفلام الجيدة التي عرضت في مهرجان دبي السينمائي التاسع، والميزة فيه أنه فيلم سعودي أصيل، تم تصويره في الرياض بشخصيات سعودية حقيقية، ويتناول قضايا راهنة وملحة في المجتمع السعودي. وأشار إبراهيم إلى أن البراعة في الفيلم أنه مأخوذ من عيني طفلة، ف»وجدة»، طفلة، تحولت إلى الضوء الكاشف لكل العلاقات المحيطة بها، فهي أولا أضاءت العلاقة بين والدتها ووالدها، خاصة أن والدتها لا تنجب ذكورا، وبالتالي فهي تعيش دائما في حالة قلق بأن زوجها سيتزوج عليها، وكذلك الزوج يتعرض لضغط اجتماعي لأنه هو الآخر يجب أن يكون لديه ولد يرثه ويحمل اسمه، كما أضاءت شبكة العلاقات الموجودة في المدرسة من خلال علاقتها مع زميلاتها ومدرساتها، وأخيرا العلاقة في الحي، وذلك أثناء سعيها لشراء الدراجة التي طالما حلمت بها. وتابع إبراهيم حديثه: اجتهدت هيفاء في عملها على السيناريو الذي خضع للتطوير في أكثر من مهرجان، فظهر سيناريو متماسكا، كما أحسنت اختيار الفريق الفني للفيلم، فكان واضحا أن كل ممثل في مكانه الصحيح. وأوضح أن الهدف من الفيلم كان تسليط الضوء على الجوانب الإنسانية في المجتمع السعودي، والتعرف عليه، وليس كما ينظرون إليها كدولة من أكبر الدول المنتجة للنفط، وليست كما هي الصورة النمطية للدولة الثرية فقط، وأن أي سعودي يضرب الأرض فتخرج ذهبا، مؤكدا أن الأفلام وسيلة للتعرف على ثقافة الآخر، وطبيعة الحياة التي يعيشها، وهذا ما جعل مهرجان فينيسيا (البندقية) السينمائي يحتفي بالفيلم ويلقى مشاهدة واسعة من الجمهور أثناء عرضه.