أدلى الداعية السلفي ياسر برهامي في مصر بتصريحات وصفها سياسيون بأنها متشددة، حيث قال “إنه لن يغير آراءه من أجل السياسة والمصلحة، وأنه مُصرّ على اعتبار أن اليهود والنصارى كفار، ولهم حقوق أقرها الله”. جاءت هذه التصريحات المتشددة للداعية “برهامي” في مؤتمر انتخابي لحزب النور بمحافظة الدقهلية شمال القاهرة مساء أمس، بحضور عدد من مرشحي الحزب بالمحافظة، ونائب رئيس جماعة الدعوة السلفية، والداعية حازم شومان، والمتحدث باسم الحزب نادر بكار، وأمين الحزب إبراهيم عبدالرحمن. وقال برهامي إنهم (السلفيون) لن يتنازلوا عن أفكارهم من أجل السياسة، وأن هناك مناطق كثيرة للالتقاء بين الإخوان والسلفيين، لكن نقاط الخلاف هي ما دعت السلفيين إلى المشاركة وعدم توكيل طرف آخر برغم خبرتهم السياسية، ونحن نريد شخصاً لا يحارب الشريعة الإسلامية. وحول عدم تقديم السلفيين مرشحاً للرئاسة، أشار إلى” أنه لم تتضح الأمور بعد، وعندما تتضح ونعرف الشروط سوف ننظر فيمن نرشح للرئاسة”. ونفى برهامي أن يكون أفتى بعدم جواز انتخاب مرشحي الحرية والعدالة، وقال “إن من يوجد في برنامجه ما يعادي الدين الإسلامي لا يجوز مساندته”، وأشار إلى “أن جولات الإعادة لا تكون في صالح مرشحي النور، لأننا ليست لدينا أية تحالفات مع أية تيارات غير إسلامية، لذلك فالليبراليون والعلمانيون لن يمنحوا أصواتهم للإسلاميين، سواء كانوا إخواناً أو سلفيين”. ووصف الخبراء والسياسيون هذه التصريحات بالمتشددة، فقال المرشح المحتمل للرئاسة محمد البرادعي “إن هذه التصريحات تزيد المخاوف من السلفيين الذين يتشددون تجاه جزء من مجتمعهم، وهم المسيحيون، ولا يعقل أن نصف جزءاً من مجتمعنا بأنه كافر، فكيف بهذه التصريحات، نبني مصر ما بعد الثورة مصر الحرية والعدالة”، وأضاف “أن الداعية مهمته نشر السلام والطمأنينة بين الشعب بجميع طوائفه، ولا يحتد أو ينتقد طوائف مجتمعة، لأن هذا لا يقدم ولا يؤخر”. وأكد الأمين العام لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين رفض هذه التصريحات، وقال “إن الإخوان يرون هذه التصريحات غير مسؤولة، وتؤدي إلى انقسام الشعب المصري”. وقال الباحث بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام الدكتور عماد جاد “إن هذه التصريحات تثير مخاوف الأقباط والليبراليين مجدداً، خصوصاً بعد تطمينات الإخوان لجميع القوى السياسية، مطالباً الإسلاميين بمراجعة أفكارهم”.