سادت حالة من القلق في جزيرة جربة ومدينة جرجيس في جنوبتونس مع إعلان وزارة الداخلية اليوم عن اعتقال عدد من الأشخاص كانوا يخططون لتنفيذ عمليات خطف وهجمات ضد الأقلية اليهودية. وكانت صحيفة محلية أشارت منذ يومين إلى وجود مخطط يستهدف خطف أفراد من الأقلية اليهودية في مدينة جرجيس والمطالبة في مقابل ذلك بفدية لإطلاق سراحهم، ومن جانبها لم تنف وزارة الداخلية أو تؤكد هذه المعلومات. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية، خالد طروش، اليوم إن “الوحدات الأمنية اليقظة تمكنت من إحباط عملية اختطاف قبل الشروع في تنفيذها في العاشر من شهر أكتوبر الماضي”. وأكد طروش أن عملية الاختطاف كانت تستهدف شابين تونسيين من الأقلية اليهودية ينتميان لعائلتين ثريتين بالجنوبالتونسي على أن يتم المطالبة بفدية مقابل الإفراج عنهما. وأوضح أنه تم اعتقال خمسة أفراد متورطين في هذه العملية مشيرا إلى إحالة القضية للعدالة. وبدوره، صرح وزير الداخلية، علي العريض، أمس الأربعاء أن قوات الأمن أحبطت بالفعل مخططا لتنفيذ عمليات إرهابية في البلاد متورطة فيها شبكات لبيع الأسلحة دون أن يكشف عن طبيعة تلك الهجمات. وبعد هذا هو أول تهديد فعلي يستهدف الطائفة اليهودية منذ تفجير عام 2002 في جربة والذي أودى بحياة 21 شخصا أغلبهم من السياح الأجانب. وبعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي رددت مجموعات سلفية في مسيرات لها شعارات مناوئة لليهود، لكن الحكومة المؤقتة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية والرئاسة التونسية شجبتا تلك الشعارات. وألغي موسم الحج إلى معبد الغريبة الذي ينتظم عادة في شهر مايو، إبان سقوط حكم بن علي في 2011 بسبب الانفلات الأمني فيما لم يتجاوز عدد الزوار هذا العام 1500 زائر بينما يبلغ عددهم في المتوسط ما بين خمسة آلاف وسبعة آلاف. ويعتبر التوتر الديني في تونس التي يعيش بها نحو 20 ألف مسيحي والفين يهودي، نادرا. وكانت الأقلية اليهودية في تونس تعد الأكبر من بين الدول العربية حيث يقدر عددها بمئة ألف خلال فترة الخمسينات لكن هذا العدد تقلص بشكل حاد مع اندلاع الحروب العربية الإسرائيلية وتسارع موجات الهجرة إلى إسرائيل. ويتركز أغلب اليهود في تونس اليوم بمدينة جرجيس وجزيرة جربة التي تضم معبد الغريبة الشهير والأعرق في إفريقيا. تونس | د ب أ