جربة (تونس) - رويترز - بدأ آلاف اليهود من إسرائيل ودول غربية عدة أمس احتفالاً دينياً في كنيس الغريبة في جزيرة جربة التونسية، وسط إجراءات أمنية مشددة. ونشرت الشرطة مئات من قواتها، وشددت عمليات المراقبة في شكل استثنائي ووضعت حواجز كثيرة وأغلقت ممرات عدة خشية وقوع أي اعتداءات على الزائرين، كما عززت حضورها أمام الفنادق والنزل التي يقيم فيها اليهود. واستعملت طائرة مروحية لمراقبة الاحتفالات التي تجري في هدوء. واحتشد آلاف اليهود في كنيس الغريبة، وهو أقدم المعابد اليهودية في أفريقيا، منذ صباح أمس لأداء طقوس دينية والتوجه بأمانيهم. وسبق أن تعرض الكنيس إلى هجوم انتحاري في العام 2002 خلّف 21 قتيلاً، وكان الأول لتنظيم «القاعدة» بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وقال رئيس الطائفة اليهودية في جربة المشرف على كنيس الغريبة بيريز الطرابلسي إن نحو ستة آلاف يهودي جاؤوا هذا العام لأداء طقوسهم ولقاء بعضهم بعضاً. وأضاف أن بين الزوار اليهود نحو ألف من إسرائيل، بعضهم تونسيو الأصل. ويحظى معبد الغريبة بأهمية كبرى لدى اليهود المنتشرين في العالم لأنه أحد أقدم المعابد اليهودية في العالم ويعود تاريخه إلى 2500 عام وفيه أقدم نسخة للتوراة. وبدأ مئات طقوسهم بإضاءة الشموع داخل المعبد وإقامة صلوات وأدعية والحصول على بركات الحاخامين في المعبد. وسينظم الزوار في وقت لاحق مزادات علنية يذهب ريعها إلى يهود جربة. ولم يتبق من نحو 100 ألف يهودي كانوا يعيشون في تونس قبل نصف قرن سوى نحو ألفين، بعدما هاجر معظمهم إلى أوروبا والبعض الآخر إلى إسرائيل، يتركز نصفهم في جزيرة جربة التي تضم 11 معبداً يهودياً. ولا تقيم تونس علاقات مباشرة مع إسرائيل، ويمر الاسرائيليون عبر الأردن أو أوروبا للتوجه إلى جربة. ويشرف وزير السياحة التونسي كل عام على احتفالات اليهود التي تستمر يومين، باعتبار ذلك إشارة إلى أن بلاده ترعى حوار الحضارات وتدعو للتسامح بين الديانات عبر دعمها إقامة هذا الاحتفال.