يزيد المحيميد أبدى عدد من أهالي مدينة بريدة تذمرهم من افتقاد معظم البوفيهات العامة للنظافة وأدنى شروط السلامة في إعداد الوجبات الغذائية. وقالوا إن العمالة الوافدة تمارس عملها دون أدنى مسؤولية أو إعداد جيد للأطعمة، إضافة إلى عدم الاهتمام بالنظافة، مبينا أن الأطعمة تكون مكشوفة وتتجمع حولها الحشرات. وذكر حماد الشمري، أن المواطنين يشترون من البوفيهات دون الالتفات إلى معرفة تطبيق العمالة الوافدة للاشتراطات الصحية، مؤكدا أن العمالة لا تكترث لشيء سوى الكسب وجمع المال. أما محمد سليمان، فبين أن بعض البوفيهات لا تعتني بالنظافة ولديها طريقة سيئة في تخزين الكبدة وغيرها، وأضاف «نحن نبحث عن أقل الوجبات خطورة، وأنا على يقين بأن العمالة لا تعترف إلا بالكسب وزيادة المال». وذكر أحد العاملين في بوفية، أن الكبدة تبقى متماسكة حتى لو جلست أيام خارج الثلاجة وعليها طلب كبير، مبينا أن آخر مرة زارهم فيها موظف البلدية للتفتيش كانت قبل نحو ثلاثة أسابيع. ورصدت «الشرق» في جولة ميدانية قامت بها حالة الفوضى داخل هذه البوفيهات وعدم التزام العمالة بالشروط الصحية، ويتركون الكبدة التي يجلبونها من المسالخ أياماً داخل إناء مكشوف ويتغير لونها نتيجة عدم تخزينها في الثلاجات. إلى ذلك، أوضح اختصاصي التغذية الدكتور صلاح العمار ل «الشرق»، أن الإهمال وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية من أهم أسباب التلوث الغذائي المؤدي للتسمم، مبينا أن الإنسان يكون حاملاً لعدد كبير جداً من البكتيريا على جلده أو شعره أو ملابسه وربما تنتقل إلى الطعام. وعدّد أسباب حدوث التسمم ومنها عمليات التسخين أو الطهي أو التبريد غير الكافية لأنها لا تقضي على البكتيريا المسببة للتسمم الغذائي، وكذلك تلوّث الطعام بطعام آخر ملوث أثناء التداول أو التحضير، وانتقال التلوث من أدوات غير نظيفة إلى الغذاء، وحفظ الطعام بشكل غير جيد، وعدم التجميد أو التبريد الجيد، بالإضافة إلى تذويب اللحوم المجمدة بشكل غير كافٍ أو بطريقة خاطئة. وتواصلت «الشرق» مع الناطق الإعلامي لأمانة منطقة القصيم يزيد المحيميد، بإرسال خطاب عبر البريد الإلكتروني، وأفاد أنه تم الاطلاع على الاستفسار، وأن الموضوع ليس حدثياً وسيتم التعامل معه على أنه استفسار اعتيادي وسيتم الإفادة عليه، لكن ذلك لم يتم.