في عالم تُقاس فيه المسافات بالزمن استطاعت المملكة العربية السعودية أن تختصر الطريق إلى المستقبل، عن طريق المعارض الدولية في بلدنا العظيم، فهي ليست مرتبطة بالجانب التقني فقط بل تمتد إلى قطاعات أخرى مثل الثقافة، والطاقة، والسياحة، والاستدامة. فهي تمثل جسوراً معرفية واقتصادية تربط المملكة بالعالم، وتساهم في خلق فُرص ذهبية لعقد الشركات الدولية برواد الأعمال السعوديين لمناقشة سُبل التطوير وحلول مستدامة تخدم المستقبل. دائماً ما أطمح لرؤية نوافذ المستقبل قبل وقوعها، فإذا بي أسير إلى أكبر نوافذ هذا المستقبل، فكعادة هذا البلد المتوهج والمتسارع الخُطى تحضر هذه النوافذ إلى الوطن بكل المقاييس العلمية. لقد جاء معرض ليب (LEAP)، ولم يكُن مجرد حدث تقني، بل كان نافذة اجتزنا من خلالها إلى العام 2030 قبل أن يصل إلى العالم، حين تجولت بين أروقة» ليب» لم أكُن أمضي بين الشركات فحسب بل كان هناك نفق زمني رقمي جعل المملكة العربية السعودية تقف على منصة قيادة العالم التقني، وكصانع لحقبة جديدة من التحولات الرقمية. ما شاهدته لم يكُن مشهد رواية خيال علمي بل واقع سعودي نابض بالطموح، فقد كان هنا أكثر من 170000 زائر و1000 متحدث و1800 جهة عارضة و680 شركة ناشئة في مختلف المجالات، فعلاً إن هذا المعرض شهادة عظيمة للتحول الرقمي الذي تشهده المملكة العربية السعودية، لقد تجاوز هذا المعرض دوره التقليدي في عرض الحلول الرقمية، ليكون مساحة للبحث الفكري والنقاش المستقبلي حول الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، التكنولوجيا المالية، والمدن الذكية، وإنترنت الأشياء. فقد سلط الضوء على المواهب الشابة وتحفيز الاستثمارات في المشاريع، وتمكين المرأة التقنية، لخلق مشاريع طموحة تعيد رسم معالم الاقتصاد الرقمي. بهذا نؤكد أننا كسعوديين أن المستقبل لدينا ليس مجرد فكرة بل هو واقع يُبنى اليوم، ويُرسم بأيدي الطموحين الذين يجتمعون تحت مظلة هذه المعارض لصناعة الغد.