أصبحت «العانية» عبئاً ثقيلاً على البعض حالياً بسبب تعدد الالتزامات المادية، بالإضافة إلى تزامن الأعراس مع عدة مواسم كالإجازة الصيفية، والأعياد. وفي حين يتمسك البعض ب»العانية»، يتملّص منها آخرون باعتبارها «عبئا»، ويقول فرحان العنزي، «العانية عادة اجتماعية تحافظ على تكافل المجتمع، واستمرار هذه العادة فيه مساعدة للمقبلين على الزواج، ولاسيما في ظل الغلاء، وزيادة الأعباء المالية على العريس». ويشاطر سابقة رأيه، فارسُ بن صخيل، ويشير إلى أن كثرة حفلات الزواج خاصة في الصيف، تشكل عبئاً مادياً على بعض الحضور، كونهم يدفعون «العانية» لأكثر من عريس. ويعد فهد الخالدي، «العانية» ديناً لابد من ردّه لدى كثيرين، وبالتالي ليس لها أي داعٍ، مبينا أنها وجدت قديماً بسبب الحاجة والفقر، أما الآن فالوضع مختلف، فهناك القرض الميسر المقدم من الدولة للمقبلين على الزواج، وكثير من التسهيلات، فيما يؤكد وليد الحدب أن «العانية» تثقل كاهل بعض الحضور، مفضلاً تحديدها بمبلغ مادي بسيط. وذيَّل محمد الشمري رقاع الدعوة لزواجه بعبارة «نعتذر عن قبول العانية»، لأن وضعه المادي جيد، ويضيف، «رغم ذلك، أصرّ بعض على تقديمها فيما استبدل بها البعض هدايا عينية قدّموها إليّ». وتختلف «العانية» في الوقت الحالي عن الماضي، ففي الوقت الحالي أصبحت مبلغاً مالياً ولكن في السابق كانت عبارة عن تقديم ما يلزم العريس سواء من معونات عينية تكون من مواد غذائية وخلافه. ويقول المسن ناصر النهيض، «كانت «العانية» تقدم على حسب قدرة الشخص المادية، فهناك من يقدم الدقيق والسمن وهناك من يقدم ذبيحة للمعرس وليس جبراً بأن تكون العانية مبلغاً مالياً كما هو حاصل في الوقت الحالي».