تحولت «عانية» الزواج في العصر الحديث إلى نقدية، بعد أن كانت عبارة عن هدايا عينية في السابق، وتمنح «عانية» الزواج عادة للشاب المقبل على الزواج قبل الزفاف، لمساعدته على تحمل أعباء الحياة الجديدة، وهي عرف قبلي درج عليه أبناء القبائل المختلفة، وكانت عينية غالباً في القدم، وباتت اليوم محصورة في تقديم مبلغ مالي يتفاوت بحسب قدرة الشخص وأعراف القبيلة. ويؤكد محمد القبع أحد سكان القصيم أن عانية الزواج مازالت موجودة حتى الوقت الحاضر، كما أنها ليست محصورة في منطقة معينة، ولكنها تكثر بين أبناء القبائل، كنوع من المساندة والترابط الاجتماعي الذي تحث عليه الشريعة دائماً. وأشار القبع إلى أن وقت دفع العانية يكون قبل الزواج، حيث يأتي أصدقاء وأقارب العريس ويساعدونه بمبلغ غير محدد على قدر الاستطاعة، فيوضع المبلغ في ظرف يسلم للعريس، ويؤكد القبع أن من لا يدفع العانية يخجل من حضور العرس، خوفا من لوم وانتقاص المدعوين له، إلا في حال كانت ظروفه المادية صعبة جداً، حينها يمكن أن يعذره المجتمع، فالعانية تسهم في حل كثير من الظروف الصعبة للمتزوجين حديثاً. ويذكر محمد العسيري من منطقة عسير أن» العانية» عرف قبلي إلزامي يصعب التملص منه، ويعد أحد واجبات القريب تجاه قريبه، ونوعا من أنواع التكافل الاجتماعي، مشيراً إلى أنه لا يعذر ابن القبيلة في عدم دفع العانية إذا كان يعمل خارج المنطقة التي يسكن بها قريبه المتزوج فهو يقوم بتحويلها عن طريق المصارف للمتزوج. ويشير العسيري إلى أن العانية اختلفت في وقتنا الحاضر عن الزمان الماضي مؤكداً أن العانية سابقا كانت عينية، عبر تأثيث المنزل للمتزوج وكذلك إحضار ما يتم ذبحه للزواج كالأغنام وغيرها من بهيمة الأنعام للمدعوين من قبل أقارب العريس مشيراً إلى أن العانية اختلفت في وقتنا الحاضر فحلت العانية النقدية من المبالغ المالية بدلاً من العانية العينية التي كانت تدفع في الزمن الماضي، مشيراً إلى أن العانية تدفع من كل شخص موظف قادر على الدفع على حسب استطاعته مؤكداً أنها تدفع للمتزوج بشكل أفراد وجماعات حسب عرف القبيلة.