لم تمح المدنية والتقنية بعض العادات الاجتماعية الموغلة في القدم، إذ تعتبر الهدايا، الإعانات المادية، والعينية التي تقدم للعريس ليلة زفافه من العادات الحميدة التي توثق روابط الإخاء والمحبة بين أبناء المجتمع، خصوصا مع ارتفاع تكاليف الزواج في الوقت الراهن. وتختلف إعانة المتزوج من منطقة لأخرى، إذ تقتصر الإعانة في بعض المناطق على تقديم مبلغ مادي، بينما تقدم قبائل أخرى مساعدات عينية، تعتمد جميعها على إمكانات كل شخص. وتطلق بعض القبائل مسميات مختلفة على الإعانة، إذ يطلق عليها العانية، الطرح، الرفد، والمباركة. وبحسب متغيرات الحياة، استجد البعض طرقا جديدة للإعانة، فمنهم من يقدم سيارة، وآخرون يحجزون فندقا لبضعة أيام، ويتكفل آخرون بمصاريف شهر العسل، إضافة إلى تقديم الأثاث المنزلي. ويؤكد مبارك السبيعي أن المساعدة تكون حسب صلة القرابة بالمتزوج، فيجمع مبلغ مالي عند أحد كبار السن من القبيلة وتدون أسماء المشاركين في الإعانة في ورقة حفظا للحقوق، وتتراوح العانية مابين 200 إلى 500 ريال لكل شخص حسب الاستطاعة وتسلم إلى والد العريس. من جهته، ذكر سالم الصيعري أنه في بعض قرى المملكة وعند انتهاء المدعوين من وجبة العشاء، يتم إحضار صحن كبير يوضع أمام العريس وبعد ذلك يبدأ المدعوون في وضع الإعانة في الصحن، كل حسب استطاعته، ويزيد بحسب القرابة، وبعد الانتهاء يقوم ثلاثة أشخاص بجمع المبلغ وعده جيدا ثم يسلم لوالد العريس. وأضاف أنه كان سابقا يرفد بالأغنام والإبل والأسلحة. وفي الشمال، يقول محمد الشمري «كان في السابق يوضع شبك أغنام بالقرب من موقع العرس يوم الزواج، ويبدأ الأقارب والأصدقاء بإحضار إعانتهم، كل حسب استطاعته، بعضهم يأتي بخروف وبعضهم بأكثر، أما في الوقت الحالي فإن العانية أصبحت نقودا بدلا من الذبائح وتسلم لوالد العريس أو العريس».