يتفق المحللون الماليون والاقتصاديون على أن هناك جوانب فنية مالية يجب مراعاتها قبل اتخاذ قرار شراء أسهم أي شركة مدرجة في السوق المالية، وهذه العوامل من شأنها مساعدة المستثمرين على حساب عائد استثماراتهم وحساب مخاطرها وحساب فترة استرداد رأس المال، والعوامل التي يجب أخذها في الاعتبار عند البحث عن أي شركة هي: العائد على السهم، والسعر الحالي للسهم، ومكرر الربحية. و»عائد السهم» يعني أرباح الشركة بعد استقطاع المصاريف، ويُحتسب «عائد السهم» بتقسيم أرباح الشركة على عدد الأسهم المصدرة أو المتداولة، وتوضح لك النتيجة ربح السهم الواحد، وعلى هذا الأساس يمكنك اتخاذ قرارك الاستثماري، أما «السعر الحالي للسهم»، فيعد مهما للغاية لأنك غير مستعد لشراء أسهم عندما تكون أسعارها مرتفعة جداً أو شراء أسهم لا يتوافر لديك المال الكافي لشرائها. وإذا ما وجدت من خلال البحث الذي أجريته أن شركة ما مناسبة للاستثمار فيمكنك تحديد المبلغ الذي لديك استعداد لاستثماره في هذه الشركة. وإذا كانت الأسهم مرتفعة القيمة فيمكن الانتظار حتى يهبط السعر إلى المبلغ الذي تستطيع دفعه. والعامل الثالث هو «مكرر الربحية» وهو معيار السعر للعائد، ويعد أهم المعايير المستخدمة لقياس مدى (ارتفاع أو انخفاض) سعر السهم لأي شركة في السوق بحيث يكون دافعاً للناس نحو الاستثمار فيها على أمل تحقيق أرباح. ولحساب نسبة السعر إلى العائد (مكرر الربح) يتم تقسيم السعر السوقي لسهم الشركة على عائد أسهمها. على سبيل المثال: إذا كان سعر السهم (55 ريالاً) والعائد ريالان للسهم، فإن حساب مكرر الربح يكون على النحو التالي: 55 مقسومة على 2، وبالتالي فإن المكرر هو 27.5 مرة. أي أن الشركة إذا استمرت في تحقيق عائد قدره (ريالان) للسهم فإن المستثمر يحتاج إلى 27.5 سنة للحصول على رأسماله المستثمر. لذلك يعد استخدام مكرر الربح كمؤشر أفضل من استخدام سعر السهم فقط لاتخاذ القرار الاستثماري. فعلى سبيل المثال: يعتبر سهم بسعر (100 ريال) بمكرر ربح (عشر مرات) أفصل من سهم بسعر (عشرة ريالات) بمكرر ربح (20 مرة)؛ لأن العائد على السهم الأول أكبر من العائد على السهم الثاني وإن كانت قيمته أقل. ويمكن للمتعامل في سوق الأسهم المحلية أن يستزيد في هذا الجانب من خلال اطلاعه على كتيب «الاستثمار في سوق الأسهم» الذي أصدرته هيئة السوق المالية ضمن 15 كتيبا توعويا، ومحتوى هذه الكتيبات متوافر على الموقع الإلكتروني للهيئة، فضلا عن توزيعها مطبوعة في المعارض المتنقلة التي تقيمها الهيئة في الجامعات والمدارس والمراكز التجارية، وكذلك في الأجنحة التي تشارك بها في المناسبات الوطنية والاقتصادية.