قال الأمير الدكتور سيف الإسلام بن سعود بن عبدالعزيز إن النوادي الأدبية في المملكة تمر بحراك ثقافي كبير في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وإنه لا يوجد روائي سعودي كتب عن معجزة “توحيد المملكة”، لكنهم كتبوا “بنات الرياض” وما يماثلها. جاء ذلك في محاضرة ألقاها سيف الإسلام في أدبي حائل، بعنوان “الرواية في زمن التغيرات الكبرى”، مساء أول أمس الإثنين. وطرح من خلالها تساؤلاً عن عدم ظهور روائي عراقي يكتب عما حدث في العراق، وكذلك في مصر، والحال أيضاً في ليبيا، واليمن، وتونس، وقال: لا نعرف ما سيحدث في سورية، يجب الانتظار لسنوات من أجل خروج روايات تعبر عما حدث في تلك البلدان، في إشارة إلى حاجة الروائي إلى وقت طويل حتى يستوعب الأمر بعد أن يستقر الحدث. ثم أجاب عن تساؤلات بعض الحضور عن رأيه في أن الرواية سحبت البساط من الشعر في تسجيل وتدوين التاريخ، فأجاب الأمير “الرواية هي ديوان العرب الحديث، وأنا مؤيد لذلك، كما أن الشعر سيظل أولاً في الجانب الإبداعي دائماً، ولن تحل الرواية محل الشعر، مهما كثرت مبيعات كتب الروايات مقارنة بالشعر”. وأجاب على مداخلة نائب رئيس مجلس أدبي حائل، رشيد الصقري، عن الرواية التاريخية، وانشغال الراوي بالأحداث، وكون القصة سبقت الرواية في الأدب العربي، فقال: الرواية تعتمد على القصة، بشرط وجود الإبداع، ولابد من الحدث الواقعي التاريخي الذي يكون هو الرابط، ولكن لابد من الخيال لتحسين الرواية. ورد ضاحكاً على سؤال أحد الحضور: أين سيف الإسلام من الرياضة بشكل عام، ونادي النصر بشكل خاص؟ فقال “أحداث النصر من الأحداث الكبرى، وكل نادٍ يمر بمشاكل”، وأضاف “تواضع مستوى النصر الرياضي الكروي، حالياً، من أسباب انخفاض مستوى الكرة السعودية”. وكشف أيضاً أن النقد العلمي بدأ يأخذ مساره، كما أن النقد لا يتواكب مع عدد الروايات، واعتبر أن الجامعات يجب أن تدرس النقد الأدبي كعلم. وفي نهاية المحاضرة، قدم الأمير الدروع التكريمية لأعضاء مجلس الإدارة السابق لنادي حائل الأدبي القديم. كما دشن الدكتور سيف الإسلام جائزة الأمير سعود بن عبدالمحسن للرواية العربية، التي تبلغ قيمة جائزتها 100 ألف ريال في موسمها الثاني، وقال “على بركة الله، أعلن انطلاق جائزة سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن للرواية العربية”، وأضاف “هذه المسابقة الأدبية هي مسابقة تأخذ بيد الأديب المبتدئ في المجال الثقافي، ولابد من توفير ودعم مثل هذه المسابقات لتطوير الفكر الأدبي والثقافي لدى هذا الجيل”. ثم استلم الأمير درعاً تذكاريا، وحقيبة إصدارات نادي حائل الأدبي، قدمها له رئيس مجلس الإدارة نايف بن مهيلب المهيلب، ورئيس اللجنة المنبرية عبدالرحمن اللحيدان.