أقام النادي الأدبي بمنطقة حائل ممثلاً باللجنة المنبرية محاضرة بعنوان: (الرواية في زمن التغيرات الكبرى) لصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور سيف الإسلام بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود في مساء يوم الاثنين 17/1/1433ه بالقاعة الثقافية بمقر النادي في حي الحوازم بمدينة حائل، وقد أدار المحاضرة بكل اقتدار الأستاذ خالد العبيد. وقبيل بداية المحاضرة تحدّث المُحاضر الأمير الدكتور سيف الإسلام لإذاعة الرياض على الهواء مباشرة لبرنامج: "وجه المساء"، للمذيع مرزوق العردان، وقال الأمير سيف الإسلام في تصريحه للإذاعة: بأنه سيختصر المحاضرة عن الأزمات العربية، وفي إجابته عن سؤال: عن عنوان المحاضرة؟ أجاب بأنه طرحه كسؤال لتقييم الحراك الثقافي والاجتماعي إلى أن تستقر الأمور, و وصف سموه النوادي الأدبية في المملكة بأنها تمر في حراك ثقافي كبير في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وختم حديثه للإذاعة أنه يشعر بالوجل والخوف عند كل محاضرة في جامعة الملك سعود وسيصيبه الخوف كذلك أمام أبناء حاتم الطائي. وانطلقت المحاضرة بكلمة ترحيبية لرئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الأستاذ نايف بن مهيلب المهيلب بضيف المنطقة والنادي صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور سيف الإسلام بن سعود، قال فيها المهيلب: " الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام .. وجعل ضيفنا سيف الإسلام" إلى أن قال:" أهلاً بمن أبوه ملك, وجده ملك, وأعمامه ملوك"، وقال: "في هذا المساء يلتقي صاحب السمو الملكي مع شقيقه صاحب السمو الأدبي فما أجمل أن يلتقي السياسي والثقافي على جادلة واحدة"، وشكر المهيلب سموه على تلبية الدعوة الكريمة: "فشكراً على حسن الاستجابة ومعذرة على التقصير في الضيافة فمثلك يقبل المعذرة". مقدّم المحاضرة خالد العبيد قدّم نبذة عن السيرة الذاتية للضيف وعدد نشاطاته الأكاديمية ومؤلفاته، ثم بدأ سمو الأمير سيف الإسلام بالكلام عن حالات ونماذج من التغييرات الكبرى, مثل الغزو المسلّح كما في العراق وفلسطين, أو أنها تأتي على شكل كوارث متتالية كما في فرنساوروسيا. وتحدث سموه عن دور الروائي في التساؤل عن التغيرات الكبرى, ومن ثم تطرق إلى المحاور في كتابة الرواية، بداية في التاريخ وتدوينه وذلك بأن الأدب يدون التاريخ كمثال: عنتر بن شداد، وأننا لم نعرفه إلا من خلال الشعر والأدب وكذلك المعارك, وتحدث سموه عن الفراعنة الذين حفظوا تاريخهم عن طريق الروايات والرسوم، كما أن النقوش تسجل التاريخ, وأشار إلى ملحمة المعتصم عندما دوّنت عن طريق الشعر كذلك سيف الدولة, وسيرة أبو فراس الحمداني, وصولا إلى توثيق الشواهد في الوقت الحاضر أيضاً. وتكلّم المحاضر عن حاجة الرواية إلى وقت طويل حتى تستوعب الأمر ويستقر الأحداث كما الوضع في اليمن, وأشار إلى أنه لا يوجد روائي سعودي كتب عن المعجزة: "توحيد المملكة" بل كانوا يكتبون: "بنات الرياض" وما يماثلها، وطرح سموه سؤالاً عن عدم ظهور روائي عراقي رغم ما حدث بالعراق, وكذلك في مصر, والحال أيضاً في ليبيا, واليمن, وتونس, وقال: "لا نعرف ما سيحدث في سوريا, والانتظار لسنوات من أجل خروج روايات تعبر عما حدث في تلك البلدان". وتحدث عن فيلم الدكتور شيفاجو الذي أدّى دوره عمر الشريف و دوره في التجسس أثناء الثورة البلشفية في روسيا, وأشار إلى التأثر التونسي بو عزيزي الذي صفعته الشرطية وكان سبباً للثورات العربية, وأكد سموه وجود التأثير الكبير للمتغيرات الكبرى في العالم سواء اقتصادياً أو سياسياً على الحراك الثقافي في الوطن العربي. ثم أجاب سموه على مداخلات الحضور وكانت أولى المداخلات صوتية من ناصر الهواوي الذي رحب بسمو الأمير سيف الإسلام وسأله عن راية فيما يخص أن الرواية سحبت البساط من الشعر في تسجيل وتدوين التاريخ؟ وأجاب الأمير: " الرواية هي ديوان العرب الحديث، وأنا مؤيد لذلك، كما أن الشعر سيظل في الجانب الإبداعي دائماً، ولن تحل الرواية محل الشعر مهما كثرت مبيعات كتب الروايات مقارنة بالشعر". وأجاب سموه لمداخلة نائب رئيس مجلس إدارة نادي حائل الأدبي رشيد الصقري: "أن الرواية التاريخية و انشغال الراوي بالأحداث، وكون القصة سبقت الرواية في الأدب العربي"، مشيراً سموه إلى أن الرواية تعتمد على القصة بشرط وجود الإبداع، ولا بد من الحدث الواقعي التاريخي الذي يكون هو الرابط، ولكن لا بد من الخيال لتحسين الرواية . و في إجابة سمو الأمير الدكتور سيف الإسلام عن سؤال براك البلوي الذي أشار فيه أن الروايات التاريخية لا تشد الراوي لأنها لا تعتبر مثيرة؟ قال: "ليس شرطاً بذلك"، و أجاب عن سؤال البلوي عن سبب عدم قراءة روايته قلب بنقلان، بأنه سيحين الوقت لذلك وستتوفر قريباً في المكتبات. وأجاب سموه لمداخلة عضو مجلس إدارة النادي شيمة الشمري في سؤالها: الذي وجهته لسمو الأمير : "أين تجد نفسك بين الرواية والكتابة والرياضة وإعداد البرامج الإذاعية؟ فقال: "أجد نفسي أمام طلابي في الجامعة", وعن سؤال أحد الحضور عندما قال أين سمو الأمير عن الرياضة بشكل عام و عن نادي النصر بشكل خاص أجاب ضاحكاً "بأن أحداث النصر من الأحداث الكبرى، وكل نادٍ يمر بمشاكل"، كما أضاف أن تواضع مستوى النصر الرياضي الكروي من أسباب انخفاض مستوى الكرة السعودية. و أستفسر علي العريفي عن سبب تأخر الرواية وعدم اهتمامها بالأمور الكبرى، وسبب تركز الروايات حول المرآة و القضايا الاجتماعية، و كذلك تساءل عن سبب غياب الدراسات النقدية، وعن دورها في وجود روايات ضعيفة؟ فأجاب سموه بأن هذه الروايات ضعيفة لأنها لا تعبر عن متطلبات المرحلة والهموم الإنسانية الكبرى، وأضاف: "أن النقد العلمي بدأ يأخذ مساره كما أن النقد لا يتواكب مع عدد الروايات وأعتبر أن الجامعات يجب أن تدرس النقد الأدبي كعلم". وفي نهاية المحاضرة قام صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور سيف الإسلام بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود بتقديم الدروع التكريمية لأعضاء مجلس الإدارة السابق لنادي حائل الأدبي وهم: محمد عبدالرحمن الحمد و عبدالسلام إبراهيم الحميد وخضير صويلح الشريهي وناصر عبدالله البكر وعبدالله مقبل الحربي وسعود حمود الجراد وعمر فوزان الفوزان وعلي حمود العريفي وسالم صبيخان الثنيان وشتيوي عزام الغيثي. كما دشن صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور سيف الإسلام بن سعود بن عبدالعزيز جائزة سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن للرواية العربية والتي تبلغ قيمة جائزتها 100 ألف ريال في موسمها الثاني، وقال: "على بركة الله أعلن انطلاق جائزة سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن للرواية العربية"، وأضاف: "هذه المسابقة الأدبية هي مسابقة تأخذ بيد الأديب المبتدئ في المجال الثقافي، و لا بد من توفير ودعم مثل هذه المسابقات لتطوير الفكر الأدبي والثقافي لدى هذا الجيل". ثم استلم سموه درعاً تذكارياً وحقيبة الإصدارات من إدارة نادي حائل الأدبي قدمها له لرئيس مجلس إدارة النادي الأدبي نايف بن مهيلب المهيلب، ورئيس اللجنة المنبرية عبدالرحمن اللحيدان ودوّن بعد ذلك كلمة في سجل الزيارات للنادي، ثم شرّف سموه حفل العشاء الخاص الذي أقيم في مقر إقامته بفندق جولدن تيوليب بحائل. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل