الباحة – علي الرباعي رسم: معتصم هارون دعا القاص والكاتب جارالله الحميد الأطياف الثقافية السعودية وأفراد المجتمع إلى البرّ والتعاون والتآخي والغفران، ومراجعة أجنداتهم لشطب جميع بنود الكراهية، وإحلال رموز التسامح والعدالة والحق والخير للجميع مكانها. وتطلع الحميد، في حديث ل»الشرق»، إلى «يوم يتحقق فيه نسيان كل المحبطات، والاجتماع على الرؤى المشتركة، بعد أن نتفق ونكون أهلاً للتغيير، ومستحقين للانتماء للوطن أولاً، والأخوّة والمواطنة ثانياً، ومن قبل ذلك للدين الحنيف الواسع»، رغم محاولات تضييقه من قِبَل بعض الطائفيين، كون الله الواسع العليم أدرى بالنوايا، ويحاسب بموجبها. وتمنى الحميد، مع الابتهاج بعيد الفطر المبارك، أن «نملأ قلوبنا بالحب، ونعبّئ الحبَّ حتى نثمل حبّاً، لنكون كل عام معاً، لا تفرقنا الأهواء، ولا المصالح الضيقة، ولا الاختلافات التي يمكننا تحويلها إلى حوارات متسامحة وجادّة وحقيقية». وأكد أن المبدع، بإنسانيته، يمتلك الرؤية، ويحاول توصيلها للناس، رغم أننا نعيش عصراً درامياً مليئاً بالدم، إلا أنه من خلال أخلاقياتنا الثقافية، وخطابنا الديني الإنساني الذي يجمَع ولا يفرّق، وقبله تعاليم الله التي كررت قضية التعارف والمشاركة (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، يمكن كسر حدود الارتياب، وتبادل التجارب الإنسانية الخلاقة، واستخدامها وتطويرها، مشيراً إلى أن المعرفة هدف الإنسان، ما يُحجِّم دور الرقباء والأوصياء على مجتمع متعدد الهويات والمذاهب والأفكار، لافتاً إلى أن آلية عمل الرقيب تلغيها ببساطة ثورة المعلومات وسهولة التخاطب عبر الإنترنت، موضحاً أن البشرية تسعى إلى الوصول للمستوى الحضاري الثقافي الذي يمنح الإنسان حق حرية الحصول على المعلومات، وتوصيلها بأية وسيلة، دون خضوعه لجهات تحاول منعه، أو التضييق عليه.