لضيق ذات الزاوية، توقفت أمس عن (الحكي) في عيادات الأطباء التي تورث الهم والغم وسوء المنقلب في الصحة والمال والولد. كيف لطبيب دخله اليومي يتجاوز ميزانية وزارة الداخلية السورية، ولا يدفع فلساً لراحة المرضى ريثما يدخلون عليه محراب عيادته ليطوفوا ب(كعبة) روشتته أملاً في شفاء؟! تدميني رؤية عجوز يحملها ابنها بين يديه لساعات طوال، لأن معاليه لا يريد تزويد عيادته بكرسي متحرك، ثمنه يقل عن زجاجة العطر التي أغرق بها تجاويف إبطيه. نسأل وبراءة (العيانين) في أعيننا: لمن تتبع مراجعة مواصفات عيادات الأطباء؟، لنظام ساهر أم فرقة كاظم الساهر وشرطة حماية الحياة البرية؟! من البؤس أن تحجز تذكرتك بخطوط طيران طبيب يتنقل بين مطارات عياداته بسيارة غرّاء فرعاء مصقول (رفارفها). سيأتيك الطبيب مقطّب الجبين عابس الوجه، كأن بينك وبينه ثأر. يدخل عيادته متأففاً من (منظر العيانين)، متجاوزاً سكرتيره (خازن المال والنار)، الذي يحتفظ في أدراج مكتبه باستمارات المرضى واحتياطي العالم من التكشير. سيتزحزح المرضى في مقاعدهم، يزعم هذا بأنه حجز تذكرته قبل ميلاد المسيح، وذاك يدّعي زوراً بأن زوجته (تعبانة شديد)، وتلك تنزع سيف أنوثتها (نصف الطاغية) من جفير جسدها لتقطع به رقبة السكرتير الثقيل..! فجأة، خرج الطبيب على المرضي ووضع جوّاله في جيب بدلته وقال: (عندي حالة خطيرة في المستشفى، تعالوا بُكرة). صفق الباب وغاب بفارهته بين سيقان السيارات. كان موعد العشاء مع زوجته الجديدة قد حان. نقطة سطر جديد: المريض: مشكلتي يا دكتور، الناس بتتجاهلني. الدكتور: اللّي بعده..!