قالت مصادر مطلعة من مدينة حمص ل «الشرق»: أن وفدا من وجهاء ومشايخ المدينة توجهوا إلى محافظها « أحمد منير محمد» وطلبوا منه بأن يسمح لهم بإدخال المواد الغذائية الأساسية والضرورية للعائلات المحاصرة في الأحياء، إلا أن المحافظ رد بالقول « إن حياة المدنيين لا تهمنا ولدينا أوامر بتسوية حمص مع الأرض تماما ونجعلها ركاما من تراب». وحملت المصادر المسؤولية الكاملة عن ما يجري في المدينة للمحافظ «أحمد منير محمد» والمسؤولية عن القصف والحصار المستمرين على أحياء المدينة. من جهة أخرى قالت لجان التنسيق المحلية إن اشتباكات عنيفة جرت بين الجيش الحر وجيش النظام في حلب بالقرب من مبنى قيادة الشرطة ومنطقة الميرديان والمحكمة العسكرية، كما سمع إطلاق نار كثيف في حي الفرقان القريب من المنطقة، وأفادت اللجان عن سيطرة الجيش الحر على مبنى البحوث العلمية الذي كان يعتليه القناصة والذين اعتقلوا جميعا. وفي الوقت الذي يستمر القصف على المدينة بالطيران والمدفعية والصواريخ، حاولت كتائب الأسد اقتحام حي صلاح الدين الذي يسيطر عليه الثوار بعد قصف عنيف من الطائرات والدبابات كما أفادت اللجان أن اشتباكات عنيفة جرت أمس في حي الأعظمية عند نادي الضباط وقصر الضيافة. وفي ريف دمشق قال ناشطون في جديدة عرطوز ل»الشرق» إن المجزرة التي ارتكبتها قوات الجيش والأمن منذ يومين في بلدتهم وراح ضحيتها أكثرمن 55 شهيداً جاءت رداً على مقتل عميد وأحد مرافقيه من القرداحة في المنطقة، وأكدوا أن كتائب الأسد أعدموا سكان البلدة ميدانيا بعد اعتقالهم عشوائياً، وذكر شاهد عيان ل»الشرق» أن أحد أقربائه كان موجوداً في منزله عند مداهمته وأن العناصر تركت المنزل بعد تفتيشه، لكنهم عادوا واعتقلوه لأنهم شاهدوه ينظر إليهم من النافذة ووجدوا جثته بعد ذلك بين ضحايا المجزرة، وأشار الشاهد أن معظم الضحايا لا علاقة لهم بأي نشاط مناوئ للنظام يجري في المنطقة وإن ما يرتكبه النظام من مجازر هو رد على عمليات الجيش الحر وانتقاما من السكان، ونوه إلى أن حالة من الذهول والصدمة خيمت على الأهالي بعد المجزرة التي جاءت بعد فترة هدوء نسبي عاشتها البلدة. وعبر ناشطون عن خشيتهم من ارتكاب نظام الأسد لمجازر جديدة في مدينة دمشق وريفها، خاصة مع تصاعد العمليات العسكرية ضد قواته من قبل الثوار والجيش الحر، مؤكدين ل»الشرق» أن النظام يعتمد الأسلوب الانتقامي من الأهالي رداً على هذه العمليات ضد قواته، وأن هذه المجازر تهدف للترويع والتهجير في مناطق بعينها. آثار القصف على جامع صلاح الدين في حي صلاحي الدين بحلب أمس (الشرق)