تواصلت أعمال العنف في سورية أمس وحصدت ما لا يقل عن 40 قتيلا في مناطق مختلفة من بينها حمص ودرعا ودير الزور بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أفاد عن محاولات قامت بها القوات النظامية لاقتحام مدينتي الرستن والقصير في محافظة حمص في وسط البلاد. ومن بين القتلى 19 مدنياً وتسعة مقاتلين معارضين وجنود منشقون وتسعة عناصر من القوات النظامية سقطوا في اشتباكات وعمليات قصف وانفجارات وإطلاق نار. وإلى جانب العمليات في حمص ودير الزور تواصل قصف النظام لأحياء في بلدة إعزاز في ريف حلب، فيما تحدثت لجان التنسيق المحلية عن جرحى في قصف للجيش على بلدة حاس بإدلب. وقال المرصد إن «اشتباكات عنيفة وقعت قرابة الساعة الثالثة من فجر الأحد في محيط القصير(ريف حمص) بين القوات النظامية والمجموعات الثائرة، ترافقت مع قصف عنيف على القصير والقرى المجاورة ومحاولة اقتحام». كما تعرضت مدينة الرستن ل «قصف من القوات النظامية السورية التي حاولت اقتحام المدينة واشتبكت مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة اجبروها على التراجع». وتجدد القصف العنيف صباح امس على القصير والرستن وأحياء في مدينة حمص محاصرة منذ اكثر من شهر. وأفادت لجان التنسيق المحلية في بيان صباح امس عن «تجدد القصف بالدبابات والمدفعية على مدينة القصير بشكل عشوائي». وقال المرصد السوري إن أحياء الخالدية وجورة الشياح والسلطانية والأحياء القديمة في مدينة حمص تتعرض لقصف مصدره القوات النظامية. وفي محافظة حمص، عثر على جثمان مواطن في مدينة حمص بعد أربعة أيام من اعتقاله من جانب القوات النظامية. وقتل امس ثلاثة مقاتلين معارضين في اشتباكات مع مسلحين تابعين للنظام في بلدة الحصن في ريف حمص. وذكر التلفزيون الرسمي السوري من جهته في شريط إخباري أن «الجهات المختصة أوقعت إصابات وخسائر في صفوف مجموعات إرهابية مسلحة هاجمت المواطنين وقوات حفظ النظام في القصير وريف حمص». وتعتبر الرستن والقصير من ابرز معاقل الجيش السوري الحر في محافظة حمص. وفي محافظة دير الزور (شرق)، قتل طفلان جراء القصف على بلدة الطابية جزيرة ومواطنان احدهما طفل في قصف على بلدة الميادين التي شهدت اشتباكات بعد منتصف ليل السبت - الأحد قضى فيها مقاتل معارض. في محافظة درعا (جنوب)، قتل مقاتل بعد منتصف ليل السبت- الأحد في «عملية للكتائب المقاتلة في بلدة معربة في الريف»، وثلاثة مواطنين في بلدة الحراك التي شهدت اشتباكات وقصفاً، وطفل «متأثراً بجروح أصيب بها جراء القصف على قرية عتمان». وقتل جندي منشق في اشتباكات في ريف درعا. في محافظة حماة (وسط)، قتل عند منتصف ليل السبت - الأحد مقاتل معارض في اشتباكات في قرية التويني وستة مواطنين في إطلاق نار. في محافظة ريف دمشق، قتلت امرأة صباح امس في بلدة الذيابية إثر «إطلاق رصاص عشوائي». في محافظة إدلب (شمال غرب)، قتل طفل جراء «القصف المروحي» على بلدة الهبيط، و»مقاتلان من الكتائب الثائرة المقاتلة اثر إعدامهما ميدانياً» بيد القوات النظامية في مدينة خان شيخون، بحسب ما نقل المرصد عن ناشطين في المدينة. ودخلت القوات النظامية قبل أيام خان شيخون بعد اشتباكات وحملة قصف عنيفة. ووجه أهالي المدينة السبت «نداء استغاثة» عبر المرصد السوري إلى «العالم الحر» دعوا فيه إلى «إنقاذهم من الموت الذي يعيشونه كل يوم بسبب القصف المستمر للمدينة والإعدامات الميدانية التي تقوم بها القوات النظامية السورية وأجهزة المخابرات وفرق الشبيحة في حق أهالي المدينة». كما تعرضت بلدة مضايا في ريف دمشق ومخيم اللاجئين في درعا لقصف منذ الفجر تسبب في جرح ومقتل مدنيين وهدم بيوت. وأفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بمقتل ستة أشخاص في درعا، وواحد في كل من حماة والقنيطرة وريف دمشق. وأعلن ناشطون في مضايا بريف دمشق أن البلدة التي تطوقها قوات النظام منذ شباط قصفت منذ الفجر بالمدفعية، مما أدى -في حصيلة أولية- إلى مقتل طفل (أربع سنوات)، كما استهدف القناصة المزارعين لمنعهم من التوجه لحقولهم. وأورد اتحاد تنسيقات الثورة أن قوات الجيش السوري مدعومة بالشبيحة اقتحمت مدينة كفر بطنا في ريف دمشق، وتجري الآن حملة مداهمات واعتقالات وتمشيط للبيوت والمزارع في حي الكرم. وأفادت شبكة شام الإخبارية بأن بلدة الجرذي ومدينة الشحيل في دير الزور تعرضتا لقصف عشوائي. من جهة أخرى، أعلن ضباط سوريون من قوى الأمن الداخلي انشقاقهم وتشكيل «قيادة قوى الأمن الداخلي للثورة السورية»، حسب التسمية التي أطلقوها عليها. وبث ناشطون سوريون شريطاً يظهر ضابطاً في المخابرات العامة في حلب يعلن انشقاقه عن النظام، احتجاجاً على ممارسات المخابرات من تعذيب وقتل واعتقال للناشطين. وقتل في اشتباكات وعمليات قصف في مناطق مختلفة في سورية أول من امس 77 شخصاً هم 39 مدنياً و25 عنصراً من القوات النظامية و13 مقاتلاً معارضاً، بحسب المرصد السوري. وأفاد المرصد بأن 17012 شخصاً قتلوا في سورية منذ بدء حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري في منتصف آذار (مارس) 2011، وهم 11815 مدنياً و4316 عنصراً من القوات النظامية و881 جندياً وعنصر امن منشقين.