عبداللطيف بن صالح الوحيمد الأحساء كما هو معروف عنها منذ غابر الزمن ليست فقط أرضاً خصبة صالحة لاستزراع مختلف النباتات التي تنتج أجود الثمار وأشهاها وواحة تضم بين ذراعيها مئات الآلاف من النخيل فضلاً عن الأدواح والرياض الغناء وتجثم على بحر من المياه المخزونة التي تفيض منها عشرات العيون بمياه عذبة رقراقة، بل هي إلى جانب هذا كله واحة علم وأدب منذ قديم الزمن حيث (اخضوضر) الأدب على ثراها وتهلل الشعر تحت ظلال نخيلها وفاض العلم من بين أرجائها حتى غدت قبلة يحج إليها أقطاب النهضة العلمية والأدبية بالجزيرة العربية وخارجها، فقد احتضنت عبر تاريخها العريق الذي ينيف على الخمسة آلاف عام كما ورد في كتاب تحفة المستفيد من أعلام الأدب والشعر وأساطين العلم والمعرفة ما قل أن عرفته منطقة أخرى في العالم العربي، لذا كان من الطبيعي أن يتمخض عن ذلك ظهور مجالس العلم والأدب وحلقات الدروس الدينية التي تنعقد في المساجد والمدارس ودور العلم بربوعها فكانت تلك المجالس ودور العلم المختلفة تؤدي دور المؤسسات التعليمية الحكومية في تعزيز وازدهار الحركة العلمية بالمنطقة قديماً إلا أنه خلال فترة وجيزة انجرف الناس مع تيار الحياة والتهوا في مشاغلها عن الاهتمام بمثل هذه العادات الحميدة فأخذت تلك المجالس والدور العلمية تتناقص حتى كادت أن تنعدم، ولكن أصالة أبناء هذه المنطقة أبت إلا أن تبعثها من جديد، فظهرت الحلقات العلمية في المساجد والمنازل بين الشبيبة المتدينة وواكبها ظهور المجالس الأدبية والثقافية التي تعقد المحاضرات المتنوعة والأمسيات الأدبية شعراً ونثراً، وظهور هذه المنتديات جاء نتيجةً للتعويض عن حاجةٍ أساسيةٍ كانت تفتقدها الأحساء وهي النادي الأدبي وبعد إنشائه عام 1428ه، وما حققه من نجاح كبير يبقى الأمل يحدو المثقفين لتحويله إلى مركزٍ ثقافي تنضوي تحت لوائه المكتبات العامة في الأحساء والشطر الثقافي لجمعية الثقافة والفنون لتتوحد الجهود نحو هدفٍ واحدٍ وهو إثراء الحركة الثقافية وخدمة الثقافة بالجديد والمفيد، ونتمنى في القريب العاجل الإعلان عن تأسيس هذا المركز الثقافي بصيغته المقترحة تقديراً لما تزخر به الأحساء من المواهب المبدعة والخلاقة ورموز الأدب والفكر والثقافة الذين يتوازى عددهم بعدد نخيل واحتهم الغناء.