مسرحية كتبها فهد ردة على شكل مونودراما، يمثل فيها البطل الواحد أبطالاً عديدين. الموسيقى بطل، والإضاءة بطل، وخيط الشريط الممتد على طول مساحة المسرح هو حبل الحكاية والذاكرة الذي تلعب به فيروز. نص حنين يتسلق الخيوط على إيقاع صوت فيروز، والصور التي تعيش في أغانيها. حنين للبدايات يتوسل الحب، ويموه باستخدامه مونولوج البطل، ويعلم المشاهد في الوقت ذاته أن يصنع بداياته وحنينه الخاص من رحم ذاكرته. حركة الممثل ذات دلالة، والتقاطعات على خشبة المسرح تشبه المصائر المتقاطعة. نقطة البدء في الحركة الأولى كانت هي القفلة، وتمام الدائرة في آخر العرض، تماماً مثل أقدارنا التي تبدأ بحركة أولى، وتتلاشى عندما نعجز عن الحركة، مع موت خطوتنا الأخيرة. المونولوج في العمل يعكس مشاعر بطل النص، وتعضده ألوان الإضاءة التي تقترن بأحمر في الحزن، وتصاحب الأزرق ساعة الكآبة، وتلتصق بالأصفر حين الحيرة، قبل أن تحضن الأبيض في بعض أوقات من أمل. عرض أول جميل لعمل ممتع، وأداء مقنع لمساعد الزهراني، الذي أحسن الحضور والتنويع في إيقاع الصوت، وفي نبرته. إجمالاً “يا ورد من يشتريك” نص يحاور زمنه، ومونودراما تحسن إلى اللحظة التاريخية الراهنة، ولو تقنعت بفيروز التي تعادل موضوعياً ذاكرة الجمال العربي.