قبل يوم من "جمعة الحرائر" التي دعا إليها ناشطون سوريون دعماً للمرأة في وجه الاعتقال والإهانة من قبل سلطات الأمن السوري، كان يوم الخميس موعد العرض الأخير للمسرحية الراقصة "كيف لي" على مسرح القباني بدمشق. فكرة العرض تتناول بحث المرأة عن حريتها، متحدية حاجز الخجل، في محاولة لاكتشاف مكنونات الذات. و اعتمدت الفنانة راما الأحمر، وهي صاحبة الرؤية والتصميم الراقص، على رسم مشهدي متناغم مع الموسيقى والإضاءة، وكونها ممثلة وراقصة معاً، جاءت الحركة أقرب إلى الارتجال منها إلى التصميم الصارم للحركة، ولذلك كانت الجماليات الحركية المنسجمة مع الإيقاع قليلة، وبشكل مقصود. الإضاءة والموسيقى قدمتا طقساً جمالياً أكثر منه وظيفياً، كون فكرة العرض تنهج إلى كسر القيود بحثاً عن الحرية، ولذلك عبرت حركة راما الأحمر عن غايتها في الوصول إلى "تعبير ما" عن ذات إنسانية حبيسة، مستخدمة في ذلك مهاراتها في الجمباز للتعبير عن النفس، حيث جاءت اللوحات مزيجاً بين الرقص التعبيري الحديث وحركة الممثل على المسرح. ويمكن القول إن عرض "كيف لي" هو مونودراما راقصة، وإن كان الحوار أو المونولوج غائباً، فتلك فتاة تتحدى أشباحاً وخيالات عبر إيقاع داخلي مضطرب، والشخوص الحاضرة في فضاء المسرح هي أزياء تنزل من أعلى لتتفاعل مع جسد متردد تواق إلى توسيع مساحة حضوره في عرض الخشبة وطولها. نذكر أن الإعداد الدرامي للعرض للقاص المعروف إبراهيم صموئيل، بينما كانت الرؤية والتصميم للفنانة راما الأحمر، وهي بطلة سورية في الجمباز الإيقاعي طيلة عقد التسعينيات من القرن الماضي، أما التأليف الموسيقي فهو للفنان أثيل حمدان.