يقرأها: عبدالمحسن يوسف يرسمها: معتصم هارون يكتبُ شعراً جميلاً.. شعراً صافياً كسماء الصيف.. شعراً بأناقة الورد، وجلال الأشجار... دأبَ طويلاً هكذا: يكتب قصيدته الجميلة ويذهب بعيداً في الحزن والصمت.. لا يثير صخباً حول ما يكتب.. التافهون يفعلون هذا وهو ليس تافهاً.. لا يجيد القيام بعمل «العلاقات العامة».. مَنْ كانت نصوصهم فارغةً يتقنون هذا.. وهو نصوصه مليئة.. لا يركض خلف غبار النقاد لا يعدُّ لهم الولائم ولا يقدم لقاماتهم القرابين كي يكتبوا عن تجربته.. العابرون في كلام عابر يجيدون هذه الممارسات القبيحة.. وهو ليس عابراً، وليس قبيحاً.. وتجربته ذات غنى.. وفي غنىً عمّا يدبجه النقاد من هراء.. شاعر حقيقي.. لكنه لم يحظ كثيراً باهتمام النقاد، تحديداً أولئك النقاد الذين صدّعوا رؤوسنا زمناً طويلاً بالحديث عن مبدعين مكرسين.. فمن نجومية هؤلاء يستمدون نجوميتهم.. ومن ضياء أولئك يصنعون لأسمائهم هالةً ولحبرهم ذيوعاً.. صديقنا الشاعر المبدع علي بافقيه أدار له نقاد الزيف ظهورهم.. لم ينصتوا كثيراً لصوته الرصين ولم يلتفتوا إلى غنائه الفذ ولا إلى صهيله الأصيل.. ولم يكلفوا أنفسهم عناء قراءة أو إضاءة منجزه الشعري الفاتن.. وهو في المقابل لم يعبأ بهم ولم يكترث لحبرهم الزائف.. بل ظل يغني في عزلته وحيداً، يغني.. ويتقن الغناء..