ستعيش الصدمة ولن تتخلص منها بسهولة، فالشخص الذي اعتقدت أنه صديقك، حتى لو لم يجمعك معه إلا جلسة واحدة أو اثنتين، عمل لك «إنفولو»، هكذا وبكل بساطة، تخلى عن وجودك في عالمه الافتراضي دون أن يرف له جفن. عشت التجربة وحاولت تجاوزها بأقل الخسائر النفسية، لكنه فاقمها بعدم اكتراثه لوقع الجرم الذي ارتكبه بحقي، فحين حاولت تنبيهه إلى أنه قطع الطريق بيني وبينه، تجاهلني ومضى، وكأنه قرر أن تكون الطاولة التي جمعتنا يوما «العشاء الأخير». المشكلة أن عزيزي هذا يتبع أكثر من 500 شخص، بينهم أشخاص لا فائدة منهم، فأنا على الأقل أتواصل معه و»أرتوت» له وأثني عليه وأتعمد أن يستفزني تغريدة، حتى لو كان يتحدث عن أثر «السبام» في رفع مستوى «الترند». ترك كل من حوله واتجه إلي، وهكذا بضغطة زر «حقيرة» أصبحت في عداد مفقوديه، ورحت أصارع الأفكار الشيطانية، هل رأى مني منكرا أو فحشا في القول، أم أنني لم أعد أرقى إلى مستوى ذائقته، أم أن المسألة تخضع للمزاجية المتحولة؟. أسئلة كثيرة دارت في رأسي، وفي كل مرة أقول على سبيل العزاء، «بعد غد يعود لا بد أن يعود»، ولو أن السماء تمطر أناشيد، لسقت عليه سحابة من فيض أحرف السياب، لأعبر عن حزني وكمدي. لن أسامحك يا عزيزي، فقد كسرت قلبي في لحظة انتشاء، ولأني أحبك فلن أسمح لنفسي بأن تمر بذات التجربة، ولن أضغط ذات الزر الذي ضغطته أنت في لحظة غرور، وسأظل أتابعك حتى آخر «تويته» في «تايملاينك» يا «قاسي».