أعلنت ثلاث شركات إنتاجية في سوريا عن تصوير ثلاثة مسلسلات تنتمي لدراما البيئة الشامية، متجاهلة تردي الأوضاع الأمنية والمعيشية، وصامة آذانها عن سماع هدير المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام ورحيل الرئيس. وكانت أولى الكاميرات دورانا في الأحياء الدمشقية كاميرا المخرج تامر إسحاق لتصوير مسلسله «الأميمي»، وهو من تأليف الكاتب سليمان عبدالعزيز، الذي يخوض تجربة الكتابة لأول مرة في الدراما الشامية، ويشارك في العمل عباس النوري، وسلوم حداد، الذي حل بديلاً من الفنان خالد تاجا، الذي يرقد في العناية المركزة منذ عدة أيام ، وكاريس بشار، وشكران مرتجي، وغادة بشور، ووفاء موصللي، وسيف الدين سبيعي، وأندريه سكاف، وعدنان أبو الشامات، وحسان تحسين بيك، وآخرون. ويعد المسلسل أول عمل درامي سوري يتناول حياة الدمشقيين في منتصف القرن التاسع عشر، كتوثيق لمرحلة مهمة من حياة الدمشقيين بعيداً عن الفنتازيا. أما ثاني المسلسلات الشامية التي أعلن عنها فهو مسلسل «ابن الدايه»، للكاتب مروان قاووق، الذي أثار جدلاً كبيراً قبيل عرضه، عندما اتهمت الكاتبة السورية إحسان شرباتي المؤلف السوري مروان قاووق، من خلال بيان إعلامي، بسرقة نص درامي لها يحمل اسم «ابن الميتة»، وهو الاسم نفسه للنص الدرامي للمسلسل. كما جاء في البيان الإعلامى أن الكاتبة (شرباتي) تقدمت بالنص المذكور لأكثر من شركة إنتاج منذ أكثر من عامين، لكنها لم تتلق أيّ موافقات على إنتاجه، إلا أنها تفاجأت بإعلان شركة «جولدن لاين»، مؤخراً، عن بدء تصوير عمل يحمل الاسم نفسه، ويقوم ببطولته بسام كوسا، ومنى واصف، ووائل شرف. وأضاف البيان الإعلامي أن «شرباتي» توجهت للشركة المنتجة للاستفسار عن الموضوع، ولم يأتها أي جواب، علماً أنها حصلت على تفاصيل النص الذي تقوم الشركة بتصويره حالياً. وبحسب البيان، وجدت أن العمل يتطابق مع قصتها تماماً، لذا توجهت إلى القضاء المختص بالوثائق لا لإثبات ملكيتها. ونفى المؤلف مروان قاووق صحة ادعاءات (شرباتي)، مؤكداً أن النص من تأليفه، واسمه الأصلي «كسر الرجال»، مشيراً إلى أنه لا يعلم كيفية تغيير اسم العمل إلى «ابن الميتة»، أو «ابن الداية». والمسلسل يحكي قصة الدّاية التي خرجت من الحارة قبل ثلاثين عاماً، ولكنها تعود إليها بعد مقتل كل من زوجها وابنتها. وقالت بطلة العمل منى واصف أن «العمل يتناول فترة الاستعمار الفرنسي لسوريا، وتدور أحداثه حول سرّ خروج الداية من الحارة قبل ثلاثين عاماً، ومن ثم عودتها إليها مع ابنها الذي ينضم إلى صفوف الثوار». وكان العمل عرض منذ أكثر من عامين على المخرج بسام الملا، عراب «باب الحارة»، إلا أنه رفض العمل، ولم يحز على إعجابه. أما آخر الأعمال الشامية دخولاً في السباق الدرامي لشهر رمضان، فهو مسلسل «زمن البرغوث»، من تأليف الكاتب محمد زيد، وإخراج أحمد إبراهيم أحمد، ويجمع نخبة من نجوم الدراما، منهم سلوم حداد، وبسام كوسا، ورشيد عساف، وأيمن زيدان، وسمر سامي، وعبدالهادي صباغ، ومرح جبر، وقيس الشيخ نجيب، ومديحة كنيفاتي، والفنانة الجزائرية أمل بوشوشا، في ثالث تجربة لها في الدراما السورية بعد «ذاكرة الجسد»، و»جلسات نسائية»، وسيُعرض «زمن البرغوث» المؤلف من ستين حلقة في جزأين، الأول في رمضان المقبل، والثاني في الموسم الرمضاني لعام 2013 . وتحاول المسلسلات الثلاثة أن تعوض غياب «باب الحارة»، و»الزعيم»، للمخرج بسام الملا، الذي يعتبر عراب دراما البيئة الشامية، بينما فضل الأخوان بسام ومؤمن الملا التوقف هذا العام، وغادرا إلى دبي بسبب الأحداث الدائرة في سوريا، حيث يشيران إلى أنه ليس من المنطق تصوير عمل درامي في ظل عمليات القتل وحركة الاحتجاجات العريضة في سوريا. عباس النوري في لقطة من «الأميمي» (الشرق)