تبدأ أسواق الماشية في السعودية اليوم، بيع الشعير بما لا يتجاوز 40 ريالاً، إذ ستقوم الشركات بتسليمه إلى الموزعين بسعر 36 ريالاً، وسط توقعات بأن ينعكس ذلك على أسعار الأغنام، وتتراجع بنسبة 30 في المئة. وأكد مسؤول توزيع في إحدى الشركات الكبرى، أن قرار البيع بالسعر الجديد جاء بعد قرار وزارة المالية بزيادة الدعم المقدم للشعير، مشيراً إلى أن شركات توزيع توقفت منذ يوم الخميس الماضي عن البيع، استعداداً لطرحه في الأسواق بسعر الدعم الجديد. وتناقلت أسواق الماشية خبر انخفاض أسعار الشعير بنحو 15 ريالاً للكيس عن سعره الجاري البالغ 52 ريالاً، بصورة سريعة بين مربي الماشية في مختلف مناطق المملكة، ما أدى إلى عزوف أصحاب الماشية عن الشراء انتظاراً لانخفاضه، فيما تفاجأ التجار بعدم الشراء في الوقت الذي كانت فيه الطوابير تمتد لمئات الأمتار. وقال مربو ماشية ل«الحياة» إن الشركات ستقوم بتزويد الموزعين بكميات كبيرة من الشعير خلال اليومين المقبلين بسعر 36 ريالاً، على أن يتم البيع بسعر 37 ريالاً إلى 40 ريالاً، وهو ما كان متوقعاً منذ فترة بسبب ارتفاع أسعار اللحوم في الأسواق إثر ارتفاع الشعير. وأشاروا إلى أن الدعم الحكومي سيخفض الأسعار من 50 – 52 ريالاً للكيس إلى 36 ريالاً، فيما أكد مدير إحدى الشركات المستوردة للشعير (فضل عدم ذكر اسمه)، أن دعم وزارة المالية للطن من 980 إلى 1000 ريال سيخفض السعر في الأسواق إلى 720 ريالاً، مضيفاً: «المتوقع نزول أسعار الأعلاف الأخرى بعد نزول الشعير». يذكر أن حجم الدعم الذي تقدمه الحكومة للشعير يتغيّر بحسب السوق العالمية، وتقوم وزارة المالية بتغيير حجم الدعم وفقاً لذلك، وتشير تقديرات المختصين إلى أن حجم الدعم الذي تقدمه الحكومة للشعير يتجاوز 4 بلايين ريال سنوياً. وأضاف مدير إحدى الشركات المستوردة، أن عدداً من التجار كانوا يحاولون خلال اليومين الماضيين تصريف ما لديهم من كميات بالأسعار المرتفعة، مؤكداً أن وزارة التجارة ستعمل على مراقبة الأسواق، وتثبيت سعر البيع الجديد فيها، وستكون الرقابة المشددة على المتعهدين، لضمان استقرار الأسعار في الأسواق. وقال: «إقرار دعم إضافي من شأنه تخفيف معاناة مربي المواشي عقب الارتفاعات المتتالية للشعير وبقية الأعلاف في الآونة الأخيرة»، مضيفاً أن «القرار يصب في مصلحة مربي الماشية، ويعالج مشكلة ارتفاع التغذية الحيوانية». من ناحيته، أوضح محمد الرشيدي أحد تجار سوق النظيم، أن انخفاض سعر الشعير إلى 36 ريالاً بعد أن كان لفترة طويلة ب50 ريالاً سيهدئ من ارتفاع الماشية في السعودية وقال: «في اليومين الماضيين، كان الشعير قليلاً في الأسواق، وبعد انتشار خبر الخفص في أسواق الرياض، بدأ تجار التخلص من الكميات التي لديهم». من جانبه، أكد عضو لجنة تجار المواشي في جدة دايخ الشلوي، أن سعر الأغنام ينخفض مع انخفاض سعر الشعير والبرسيم والأعلاف الأخرى، ومن المتوقع أن تتراجع الأسعار بنحو 30 في المئة، بسبب انخفاض سعر الشعير إلى 36 ريالاً. وفي المنطقة الشرقية، شهدت الأسواق الرئيسية في حفر الباطن والدمام والقطيف والنعيرية، توقفاً عن شراء الشعير منذ يوم الجمعة، بسبب تداول خبر خفض الأسعار، وكانت الأسواق شهدت خلال الأسبوعين الماضيين بيع مجموعات كبيرة من قطيع الأغنام لم يستطع مربوها إعلافها، في الوقت الذي زاد فيه سعر الأعلاف، وتجاوز 52 ريالاً للكيس الواحد، وزاد الوضع صعوبة أن الأرض أصبحت قاحلة، لعدم نزول الأمطار في هذا العام، ما جعل أصحاب المواشي يتجهون منذ أكثر من ثلاثة أشهر للأراضي التي توجد بها أشجار ك(الرمث والثمام وغيرهما)، حتى أصبحت اليوم لا تجد سوى أعواد يابسة من بقايا الحمض (الرمث). وأوضح حمد القحطاني (مربي ماشية)، أنه جلب مجموعة من أغنامه تجاوزت 200 رأس من الضأن للسوق لبيعها، لعدم قدرته على توفير أعلافها يومياً، وقال: «أشتري أعلافاً للمواشي بمبلغ يتجاوز 800 ريال يومياً، وبمعدل 25 ألف ريال شهرياً، زيادة على رواتب العمال وغيرها من مصاريف السيارات»، مشيراً إلى أن «سعر المواشي أصبح اليوم أقل مما كان عليه في الأشهر الماضية، التي وصلت الأسعار فيها إلى أعلى مستوى منذ سنوات، بينما نقوم اليوم بجلبها للسوق، ولا نجد من يشتريها بسبب غلاء الأعلاف». وأشار حمد الهدلاني (تاجر ماشية) إلى أنه قام بجلب أكثر من 100 رأس من الأغنام للسوق لبيعها، ليوفر علفاً لبقية المواشي التي لديه، وذلك لعدم استطاعته إعلافها في هذه الأيام التي لم تشهد فيها المنطقة نزول الأمطار، وازدادت فيها أسعار الأعلاف لأرقام كبيرة تجاوزت 52 ريالاً للكيس، كما ارتفعت الأعلاف كالحشائش والبرسيم هي الأخرى وتجاوزت 25 ريالاً للحزمة. وفي محافظة قرية العليا، أوضح بندر المطيري (تاجر ماشية)، «أن حالنا كحال بقية أصحاب المواشي في كثير من مناطق المملكة، وما مر بهم مر بنا تقريباً، وهو ارتفاع أسعار المواشي للضعف في الفترة الماضية، وجفاف الأرض من عدم وجود أمطار، وانقراض الأشجار التي كنا نذهب لها في الأعوام الماضية عندما يتأخر نزول المطر على المنطقة، واليوم تجمع أصحاب المواشي في المواقع المحدودة التي توجد بها أشجار كالرمث (الحمض) وغيرها في الصمان، ما جعلها من دون غطاء نباتي، بسبب كثرة المواشي فيها». وفي محافظة الخفجي، ذكر مشعل الشمري (تاجر ماشية)، أن سوق المواشي تشهد هذه الأيام ورود عدد من قطعان الأغنام يقوم أصحابها بجلبها دفعة واحدة بسبب غلاء الأعلاف وانقطاع الأمطار عن المنطقة وتأخر الربيع وقلة المراعي التي تستوعب أصحاب المواشي جميعاً.